رواية ||~ Purest Feelings ~ part 9

لقد مر ما يقارب الأسبوع على قيام هانا بالعملية وكانت تتحدث مع جونسو عبر الهاتف يومياً بالطبع بمساعدة الطبيب تشان

اليوم كان اليوم المحدد لأزالت الشاش عَن عيني هانا لذا تحدث الطبيب تشان مع جونسو عَن الأمر وأنْ هانا ستطلب أنْ تراه قبل الجميع وتوصلا إلى حل رأيا أنَّه الحل الأنسب لوضعهم الحالي

دخل الطبيب تشان إلى غرفة هانا كعادته صباحاً وجدها مستيقظه ويبدو أنَّها تشعر بالملل الشديد لترتسم ملامح الحزن على وجهه فهو في النهاية يعلم بما يدور حوله هنا ويعلم أنَّها ستعاني كثيراً لكنه يدرك بأنَّ جونسو يعاني المثل وربما سيعاني الضعف الآن

تشان“آنسة هانا“

هانا ملتفت نحو صوته“آوه سيد تشان أعتقد بأنَّ إحدى الممرضات هي مَن أتت“

تشان“هل تريدين التحدث مع السيد جونسو؟“

هانا“أخبرتني بأنَّني سأزيل الشاش اليوم لذا سأنتظر إلى ذلك الوقت“

تشان“لكن السيد جونسو يريد التحدث معكِ“

إصراره جعلها تستغرب مِن ذلك لكنها لم تنطق بأي حرف وأومأت له بهدوء لذا أخرج الطبيب تشان هاتفه مِن جيبه وأتصل بهاتف جونسو ولم تمر سوى دقائق معدوده حتى أجاب عليه جونسو بينما وضع الطبيب تشان هاتفه على السبيكر

تشان“يمكنك التحدث مع الآنسة هانا“

جونسو“هانا“

هانا“ستأتي لاحقاً أليس كذلك؟“

جونسو“آسف هانا أنا لا أستطيع ذلك“

هانا بانزعاج“لما؟ وعدتني بأّنَّني سأراك عندما أزيل هذا الشاش“

جونسو“أنا حقاً آسف هانا لكن تعلمين كيف هو عملي كُنت مجبراً على السفر مُنذ عدة أيام ولم أستطع أخباركِ وتعمدت أنْ أبقى على أتصال بكِ حتى لا تشعري بذلك*صمت قليلاً*اعتقدت بأنَّني سأستطيع العودة قبل أنْ تزيلي الشاش لكن الأمر ليس بيدي“

هانا بحزن“لكنك وعدتني*صمتت قليلاً لمنع نفسها مِن التفكير بالأمر بشكل سلبي*لا بأس جونسو بما أنَّ العمل هو ما يجبر على ذلك لكن عليك أنْ تحاول العودة سريعاً“

جونسو“سأحاول“

أخذا يتحدثان معاً قليلاً وحاول جونسو جاهداً أنْ يبدو طبيعياً بالنسبة لهانا لكي لا يشعرها بأي شيء مما يدور حولها

بعد عدة ساعات كان كلاً مِن كاي وكيمو قد أنهوا عملهم وعادوا إلى المستشفى فقد أخبرهم الطبيب تشان بأنَّ هانا ستزيل الشاش اليوم وسيستطيعون رؤيتها حينها

دخلا إلى الغرفة التي بها هانا خلف الطبيب تشان ولم ينطقا بأي حرف لكن هانا كانت على إدراك تام بأنَّهما موجودان في الغرفة فهي إلى الآن تستطيع تمييز رائحتهما عَن الجميع مما جعله تبتسم

وجود كلاً مِن كاي وكيمو معها لا يعوض عدم وجود جونسو في هذه اللحظة المهمة بالنسبة لها لكنه كان رائعاً بالنسبة لها كون كلاً مِن كاي وكيمو أصبحا صديقين لها كما هما صديقين لجونسو تماماً

هانا“لا تطلبا مِني أنْ أخبركما مَن هو الأوسم“

كاي“هل شعرتِ بدخولنا؟“

هانا“نعم شعرت بكما وكذلك رائحتكما بالنسبة لي ما تزال مميزه“

كيمو“نسينا ذلك تماماً“

تشان“سيد كاي أغلق الإنارة التي بجانبك لكي لا يفاجئها النور“

أومأ له كاي وأغلق الإنارة لذا وقف الطبيب تشان بالقرب مِن هانا وأخذ بإزالة الشاش عَن عينيها ببطء وأزال القطنان اللذان كانا على عينا هانا بينما لم تتجرأ هانا على فتح عينيها حتى

تشان“افتحي عينيكِ ببطء آنسة هانا“

أومأت هانا له فقط لتأخذ بفتح عينيها ببطء كان المكان يظهر ببطء مِن حولها إلى أنْ فتحت عينيها بشكل طبيعي قبل أنْ تأخذ بالرمش بعينيها محاوله إزالة ذلك الضباب الذي كان يصعب عليها رؤية المكان

كانت قد رأت بأنَّها في غرفة بيضاء وواضحاً بأنَّها كانت إحدى غرف المستشفى لذا وجهت نظرها إلى الشخاص اللذان كانا يقفان بالقرب مِن باب الغرفة ينظران إليها بترقب

هانا“لم أكُن أعلم بأنَّكما وسيمان هكذا“

كاي“رائع هانا“

كاي كان سعيداً لاستطاعت هانا على الرؤية كما كان كيمو سعيداً بذلك وأما سعادة هانا لم تكُن توصف لاستطاعتها أنْ ترى مجدداً بعد مرور هذه السنوات

سرعان ما زالت تلك الابتسامة عَن شفتي كلاً مِن كاي وكيمو ونظرا إلى بعضهما فقد تذكرا أمر جونسو لكنهما حاولا أنْ يرسما تلك الابتسامة مجدداً لكي لا تشك هانا بالأمر

تشان“إذاً مبارك لكِ آنسة هانا لنجاح العملية*نظر إلى كاي*يمكنك إنارة النور الآن“

عندما ضغط كاي على زر إنارة النور أنتشر ضوء قوي في الغرفة سريعاً مما جعل هانا تغلق عينيها بسبب صدمتها مِن ظهور ذلك الضوء بشكل مفاجئ أمامها

كيمو بقلق“هانا هل أنتِ بخير؟“

عادت هانا لتفتح عينيها ببطء لتستطيع تقبل ذلك الضوء المفاجئ الذي أنار الغرفة بالكامل ليصبح المكان أوضح بالنسبة لها

هانا“نعم فقط تفاجئه مِن الضوء“

تشان“أعتقد أنَّه سيكون بإمكانها الخروج خلال يومين“

أومأ له كلاً مِن كاي وكيمو لذا انسحب الطبيب تشان مِن الغرفة ليسمح لكلاً مِن كاي وكيمو وهانا أنْ يأخذوا راحتهم بالتحدث معاً فلقد مر ما يقارب الأسبوع لم تستطع هانا التحدث بها مع أياً مِن كاي وكيمو بسبب طلب تشان لها بأنَّ تختار شخصاً واحد لتتحدث معه بشكل يومي لذا كان جونسو خيارها الأول بالطبع

كاي“إذاً أخيراً ستخرجين مِن هنا“

كيمو“كان الأمر سيء للغاية بالنسبة لنا لعدم قدرتنا على رؤيتكِ ولو قليلاً“

هانا“السيد تشان أعتقد أنَّ ذلك أفضل لي بما أنَّه كان قلق مِن عدم نجاح العملية“

كاي“بالمناسبة أنا وكيمو كُنا نرتب في الغرفة التي ستبقين بها مُنذ الآن“

هانا“هل ستكون نفس الغرفة؟“

كيمو“إنَّها غرفة جونسو هانا*تردد بسبب نطقه لأسم جونسو*ولا أعتقد أنَّه ستكون فكرة جيدة أنَّ تبقي بها أكثر مِن ذلك“

هانا باستغراب“لما؟ أعني بأنَّ جونسو لم يكُن يمانع ذلك“

كاي“نعم ذلك جيداً هانا لكنها تبقى غرفة جونسو الخاصة لذا لقد أعددنا لكِ الغرفة الأخرى التي بجانبها التي بقي بها جونسو أثناء وجودكِ في منزله“

هانا“لكن هذا لا يغير شيء بالأمر*تنهدت بعمق*لا يهم فهي تبقى فقط غرفة“

نظر كلاً مِن كاي وكيمو إلى بعضهما فقد أرادا أنْ يخبرا هانا بأمر جونسو لكنهما كانا قلقين مِن ما يمكن أنْ تكون ردة فعلها عندما يخبرونها

هانا بابتسامه“سأنتظر عودته سريعاً سيكون سعيداً حقاً لرؤيتي أتحرك بحرية مِن دون أية قيود“

كاي بتردد“هانا..-”

كيمو مقاطعاً له“كاي ربما عليك الذهاب لترى ما الذي حدث في المشروع فقد لا يكونوا قد بدؤوه إلى الآن“

كاي عاقداً حاجبيه“أي مشروع*أستوعب الأمر*آه صحيح المشروع*أشار نحو الباب*سأذهب حالاً*نظر إلى هانا*أراكِ لاحقاً“

أشار لها كاي مودعاً وكاد أنْ يخرج مِن الغرفة لولا صوت كيمو الذي قد أوقفه بالقرب مِن الباب

كيمو“لا تنسى أنْ تمر على منزل والدنا هناك بعض الملفات التي يجب أنْ تأخذها إلى الشركة“

كاي“سأفعل“

خرج كاي مِن الغرفة وأغلق الباب خلفه بينما وجه كيمو نظره نحو هانا التي كانت تنظر إليه بصدمه مما جعله يستغرب مِن ذلك

كيمو باستغراب“ما بكِ؟“

هانا“والدكما*أشارت نحوه ومِن ثم نحو باب الغرفة*هل أنتما شقيقان؟“

كيمو بصدمه“ألم تكوني تعلمين ذلك؟“

هانا“لم أشك بذلك ولا للحظة واحده اعتقدت بأنَّكما أصدقاء مقربين لا أكثر“

كيمو“إذاً جونسو لم يخبركِ بذلك*أشار نحو نفسه*أنا شقيق كاي الأكبر“

هانا“هذا واضح فأنت تبدو أكبر مِنه على أي حال فمظهر كاي يبدو كما لو أنَّه ما يزال في الثانوية العامة“

كيمو“أنتِ تظلميننا هكذا لا يفرق بيني وبين كاي الكثير“

هانا“ألا توضح كلمة ‘إنَّه يبدو‘ بشرح ما أعنيه؟“

كيمو“غالباً لا“

رمغته هانا بنظره قبل أنْ تبدل نظرتها نحو النافذة فقد كانت الشمس تبدأ بالغروب ببطء لذا كادت أنْ تنهض مِن مكانها وتتوجه نحو النافذة لولا وضع كيمو يديه على كتفيها لمنعها لتنظر إليه مستغربه

كيمو“لا أعتقد أنَّها فكرة جيدة فلم يمر على أزالتكِ للشاش وقتاً طويل*أبعد يديه ببطء*وأعتقد أنَّ علي الذهاب لأنَّني أدرك بأنَّ كاي أخرق بما يخص العمل كما أنَّ وقت الزيارة على وشك أنْ ينتهي“

هانا“أحضر لي بعض الملابس مِن المنزل عندما تأتي غداً“

كيمو“سأحرص على ذلك“

ودعها كيمو بيده قبل أنْ ينسحب مِن الغرفة لذا أخذت هانا تنظر نحو النافذة وهي ما تزال تجلس على سريرها فقد رأت بأنَّ كيمو محق فقد يكون النظر إلى الشمس وهي قد أزالت الشاش لتو أمراً أحمق

جونسو كان في غرفة أخرى مِن غُرف المستشفى وكان قد أزال الشاش عَن عينيه هو الأخر لكن كل ما كان يراه هو الظلام ولا شيء سوى ذلك

ظلام حالك لا يمكنه رؤية أي شيء به أو تمييز أي شيء لذا تنهد بعمق فقط فقد أردك الآن نوع الظلام الذي كانت تعيش به هانا لما يقارب الخمسة أعوام بسبب زوج عمتها

الطبيب تشان كان قد خرج لبعض الوقت قبل أنْ يعود له مجدداً مِن دون رداء المستشفى فقد كان دوامه في المستشفى قد انتهى بالفعل

تشان“هل نذهب الآن؟“

أومأ له جونسو فقط لذا ساعده على النهوض مِن مقعده وأخذ يسنده ليخرجا كلاهما خارج المستشفى وساعده على صعود السيارة قبل أنْ يتوجه هو مقعد السائق وينطلق بالسيارة في طريقاً طويل

جونسو“هل أعددت كل شيء؟“

تشان“فعلت لكنني أشعر بأنَّني سأندم كثيراً على مساعدتك في فعل ذلك“

جونسو“هذا واجبك كطبيب أنْ تخفي هوية المتبرع*وابتسم له بهدوء*وواجبك كصديق أنْ تنفذ أماني صديقك“

تشان“أنْ أنفذها إنْ كانت لا تؤذيه ولا إنْ كانت تؤذيه“

جونسو بضيق“أرجوك تشان لا تتحدث عَن الأمر أمامي مجدداً سأخرج عَن نطاق حياة الجميع فقط عندما توصلني إلى منزلي الذي سأعيش به*قبض على يده بشدة*أنسى مكان منزلي فوراً وأنسى أمراً صداقتنا أو أنَّك كنت تعرفني يوماً هذا سيكون في مصلحة الجميع“

تشان“لم أرى أي شخصاً يمتلك كل شيء يضحي بكل ما يملك مِن دون سبباً مقنع“

جونسو“ضمان حياة فتاتي مهم للغاية بالنسبة لي حتى إنْ كان ذلك بتدمير حياتي*حاول أنْ يبدو هادئاً*أرسل رسالة إلى كاي عندما نصل إلى منزلي وأخبره بأنَّ يقوم بتعليم هانا كيف تتعامل مع أملاكها“

تشان بتنهد“سأفعل فالنقاش معك لا جدوى مِنه بتاتاً“

حل الصمت عليهما لم يحاول أي أحداً مِنهما قطعه فتشان مهما قال هو يعلم جيداً بأنَّ جونسو لن يغير رأيه ولو قليلاً وبالنسبة لجونسو فهو أنْ يضمن أنْ لا يسبب المشاكل إلى أصدقائه وفتاته بعد خطوته تلك هي النقطة الأهم بالنسبة له

لقد مرة عدة أسابيع سريعاً كنت قد عادة هانا إلى منزل جونسو خلال تلك الفترة وأصبحت تخرج بحرية مِن المنزل وتتحرك بحرية بداخله كذلك بينما كان كلاً مِن كاي وكيمو حولها طوال الوقت تقريباً ما عدا تلك الأوقات التي كانا يذهبان بها إلى الشركة والتي كانت تستغلها هانا للذهاب لتسوق أو لتنزه قليلاً في شوارع سيؤول

في هذا اليوم تحديداً كان كلاً مِن كاي وكيمو قد قررا أنْ لا يذهبا إلى الشركة لذا بقيا مع هانا

جلس كيمو على إحدى الأرائك وأمسك بيده القيتار وأخذ يعزف عليه بمهارة فائقة لم تكُن هانا تدركها حتى

كيمو

كان كاي يقف بجانب هانا بالقرب مِن إحدى الجدران في صالة المنزل وقد ألتفت لها قبل أنْ يبتسم فلقد رأى الانبهار على ملامحها

كاي8

كاي“هاي كيمو يبدو أنَّها قد صدمت لمقدرتك على العزف بهذه المهارة“

هانا بنظره“لم أكُن أعلم بشأن ذلك بالطبع سأصدم هكذا“

كاي“مَن يعرف كيمو لا يُصدم بذلك بتاتاً لأنَّنا جميعاً نعلم ولع كيمو بالموسيقى م..-”

قطع كاي كلامه عندما سمعوا صوت باب المنزل يطرق ليتذكر كاي رسالة جونسو له لذا توجه نحو الباب وفتح الباب وأشار لكوانغ بالدخول

دخل كوانغ إلى المنزل وانحنى لهم قليلاً قبل أنْ يجلس على إحدى الأرائك القريبة مِن المنزل بينما استغربت هانا مِن رؤيته فهي لا تعرفه كونه ليس أحد أصدقائها لكنها توجه نحو الأريكة التي جلس عليها كاي لتجلس بجانبه وبين كيمو

كاي“ما الأمر كوانغ؟“

كوانغ“أتيت أذكر الآنسة هانا بالعقد الذي قامت بتوقيعه؟“

هانا باستغراب“أي عقد؟“

كوانغ موضحاً“العقد الذي بينكِ وبين جونسو“

هانا“آه تذكرته*نظرت إليه مستغربه*لكن لما أتيت للتحدث عَن الأمر مجدداً“

كوانغ“لأنَّ علي ذلك*قام بفتح الملف الذي بين يديه*سأعيد قراءته لكِ لذا استمعي إلي جيداً*بطلب مِن الآنسة هانا سيتم نقل جميع أملاكها إلى السيد جونسو ليقوم بالاعتناء بتلك الأملاك إلى حين عودة بصرها إليها لتعود تلك الأملاك إلى الآنسة هانا بالإضافة إلى أمتلاكها لأملاك السيد جونسو والتي سيمنحها لها بمجرد عودة بصرها إليها“

اتسعت أعين كلاً مِن هانا وكاي وكيمو بصدمه لما قد سمعوه لتو فرغم كل شيء جونسو لم يخبر كاي وكيمو بأنَّه سيتنازل عَن أملاكه لهانا بمجرد عودة بصرها إليها

هانا بصدمه“تعود أملاك لي*صمتت قليلاً*مع أملاكه كذلك؟!*حاولت تمالك نفسها*عَن أي هراء تتحدث أنت لم تقول هذا في المرة السابقة“

كوانغ“آسف ذلك أردت أخباركِ ببقية العقد لكن جونسو منعني مِن ذلك“

نهضت هانا غاضبه مِن مكانها لأنَّها تعلم بأنَّ هذا العقد لا يمكن إلغاءه بما أنَّها قامت بالتوقيع عليها بنفسها ولا يمكنها إنكاره هذه الحقيقة حتى

هانا بغضب“لما قام بذلك؟“

كوانغ“آسف لأنَّه لا يمكنني الإجابة على سؤالكِ هذا مِن دون موافقته*نهض مِن مكانه*علي الذهاب الآن“

كيمو بغضب“أنتظر*التفت إليه كوانغ*نحن أصدقائك أيضاً وأصدقائه أخبرنا ما الأمر خلفه؟“

كوانغ“أنا آسف*كرر أعتذاره*أنا حقاً آسف لكنني أقسمت بحياته بأنَّني لن أخبر أحداً بأي شيء مِن دون رغبته هو بذلك“

انسحب كوانغ خارجاً مِن المنزل بينما نهض كاي وتنهد بعمق ليعود لفتح الرسالة الأخيرة التي أرسلها له جونسو ليرسم ابتسامه جانبيه على شفتيه

كاي“كان عليك أنْ أدرك أنَّ هذا ما أراد إيصاله إلي مُنذ ذلك اليوم*ضغط على هاتفه بقوة*تباً كيف يتجرأ على فعل ذلك بنا جميعاً“

جلس كيمو على الأريكة ويبدو أنَّه يحاول أنْ يكبت جميع ذلك الغضب ليجد غضبه قد بدأ بالتلاشي تدريجياً بسبب الأفكار التي راودته

كيمو بتفكير“هل يعقل بأنَّه قد فكر بضرر عيشه معنا بعد ذلك الأمر؟“

كاي بصدمه“كيف خطر ذلك في عقله؟*عقد حاجبيه بانزعاج*ألا يفترض أنْ يثق بأنَّنا يمكننا تحمل أي شيء مِن دون أنْ نخسره“

هانا كانت ما تزال غاضبه ولم تعر أي اهتمام لما كان يقوله كلاً مِن كاي وكيمو فهي لا تريد مزيداً مِن الألغاز في حياتها بينما أخذت تقلب بهاتفها بين يديها وهي تكاد تنفجر بأي لحظة

هانا“هل تعلمان بأنَّني حقاً لم أدرك ما كان يعنيه بكلامه قبل أنْ أجري تلك العملية*التفت إليها كلاً مِن كاي وكيمو*ذكرنني بأنَّه يحبني*التفتت إليهما*وطلب مِني أنْ أكون قوية مهما حدث*تساقطه دموعها فوراً*لقد ودعني بطريقة واضحه لكنني لم أدركها وقتها حتى“

كاي محاولاً تهدئتها“هانا جونسو فعل ذلك لأنَّه..-”

هانا“لا تبرر لي تصرفاته فأنا أدرك تماماً ما الذي يفعله*مسحت دموعها مِن على وجنتيها*وأثق به مهما كان قرار ومهما كان الأمر الذي يقوم به*حاولت منع دموعها مِن الانهمار*طلب مِني أنْ أكون قوية لذا سأكون كذلك سأكمل حياتي مِن دونه بما أنَّ ذلك قراره حتى إنْ كانت بعض قراراته لا أجد لها أي تفسير فسوف أنفذها مِن أجله“

تركتهم هانا داخلة إلى غرفتها بينما تنهد كلاً مِن كاي وكيمو بعمق فهم يدركون أنَّ الأوضاع كانت معقدة وكانا خائفين مِن أنَّهما قد يحطمانها إنْ حاولوا جعلها تفهم ما فهماه مِن تفكير جونسو

جونسو كان في منزله الجديد يجلس في حديقة المنزل على مقعد خشبي هزاز غير مهتم لملامسه الشمس لجلده فالشمس لم تكُن تحرق جسده ولم تكُن تزعج عينيه لأنَّه ببساطه لم يعود يراها حتى

كيم جونسو11

كان يهز نفسه ببطء بينما كان عقله مشغولاً بالتفكير كما هو الحال دائماً تفكيره بالكامل كان مشغولاً بهانا وبأصدقائه لكنه كان خائفاً مِن ردة فعل هانا فقط عندما تدرك بأنَّه قد أبتعد عَن حياتها إلى الأبد

فكرة أنَّها قد تؤذي نفسها قد راودته كثيراً لكنه حاول أنْ يقنع نفسه وأمل بأنَّها قد فهمت ما عناه بكلامه لها وأنَّ عليها أنْ تمضي بحياتها مِن دونه