{T.H.B.C 4: The Elements {Part 20

9a383b38b446277c03bcbeeea174151b

Part 20

12106904_1498084530485401_7985383927593059572_n
9a383b38b446277c03bcbeeea174151b
(انوار واماني)
فتحت اماني عيونها.. جلست على الارض لترى انها مازالت في تلك الكبينة الصغيرة.. انوار علي يسارها وريكو على يمينها.. نظرت من النافذة الدائرية لترى سماء زرقاء صافيه واشعة الشمس تتسلل من خلالها لتضرب وجهها بكل لطف..
هزت كتف انوار لتيقظها, ثم اتجهت لريكو..
جلستا وهما تفركان عيونهما..
:”ماذا حدث؟؟” تسائلت انوار وهي تنظر من حولها.
:” لا اعرف.. ولكن يبدو الوضع مستقرا جدا!” هزت اكتافها باستغراب.
:” هل وصلنا؟؟” قالت ريكو وهي تنهض عن الارضية الخشبية.
:” لنكتشف ذلك” قالت اماني وهي تهم بالخروج لتخرج من خلفها الفتاتين.
….
وقفن على سطح السفينة.. ولم تستطعن الا ان تثغرن افواههن بصدمة..
:” كيف؟؟؟” قالت انوار بعيون متسعة.
لقد كن الان امام جزيرة استوائية, خضراء مزدهرة, ورمال الشاطئ الذهبية تلمع ترحب باشعة الشمس الدافئة…
لم يكن حال السفينة مبشرا, لقد كان هناك الكثير من الخراب والدمار هنا وهناك.. البحارة يربطون انفسهم بالصاري وباي مكان يستطيعون ان يثبتوا انفسهم فيه.. ومن بين كل ذلك…
:” كيف بحق الله وصلنا الى هنا؟؟؟” قالت ريكون وهي تنظر من حولها..
:” قلت لكم لا تستهينوا بقدراتي” قال جاك وهو يلوح لهن من مكان القيادة.
:” اجل صحيح” همست اماني وهي تدحرج عيناها كي لا تعترف بأنه حقا ابهرها!
:” كيف فعلت ذلك؟؟” قالت انوار وهي تصعد السلالم لتقف بجانبه.
:” تلك الدوامة… لم تكن الا بوابة سحرية لهذه الجزيرة.. لهذا لم يتمكن احد من الوصول اليها او الخروج منها بسهولة.. يجب ان تكون على دراية جيدة بالطريق للوصول الى هنا… لم ينجح احد باجتياز جميع تلك المراحل التي يجب ان تمر بها لتصل الى هنا” هز اكتافه ببساطة وهو يشرح الموضوع بتفاخر.
:” واو.. لقد ابهرتني” اعترفت انوار وهي تربت على كتفه بفخر.
:” بالضبط” ابتسم ابتسامة عريضة من الاذن للاذن.
:” يجب الان ان نستعد للنزول حيث الجزيرة” قالت ريكو وهي تشير للرجال ان يستعدوا.
:” انزلوا المرسااة” صرخ ليام وهو يعيد الطاقم لحالة من الوعي.
….
انزلوا المرساة ثم القوارب..
ركبوا في القوارب وجدفوا حتى الشاطئ..
رمال الشاطئ الذهبية كانت انقى وانعم من اي رمال شاطئ قد رأوها من قبل.. الاشجار يانعة خضراء وكأنها تخرج من احدى الروايات الخيالية.. كم ان مياه البحر  صافية لدرجة انهم قد يرون تحت البحر…
:” واو.. لماذا قد يسمون مكانا جميلا بأسم جزيرة الموت؟ او الجزيرة المحرمة… انها رائعة” همست انوار من بين انفاسها المخطوفة.
” اقسم انني لم ارى مكانا اجمل من هذا” عانقت اماني نفسها وعيناها تلمعان بأنبهار.
:” لا تغركن المظاهر عزيزاتي, هذه الجزيرة لا تحمل بين طياتها الا الموت” قطب جاك حاجبيه وهو يحدق في النباتات الكثيفة.
:” والان… يجب ان نرسم خطة لمسارنا.. الى اين سنذهب؟؟” قال ليام وهو يكتف ذراعيه.
:” لدي خارطة الكنز” قالت ريكو وهي تخرج الخارطة.
:” وانتما… لم تقولا ابدا لماذا جئتما هنا او ماذا تريدان” نظر جاك لاماني وانوار منتظرا الاجابة.
:” هذا صحيح.. نحن لا نعرف ماذا تردن.. انتما لم تقولا اي شيء!” قطبت ريكو حاجبيها ونظرت لهما بوجه متجعد متسائل.
:” نحن…. نحن هنا لأنقاذ العالم” ابتسمت انوار بأمل.
:” كيف تنقذن العالم من مكان كهذا؟؟” وقف جاك امام اماني مباشرة وهو ينظر لها بنظرات مستفزة.
:” يوجد هنا شيء نريده… وعلينا فقط ان نعرف اين يوجد, ستساعدوننا بذلك, بعدها سنساعدكم في الحصول على كنزكم” كشرت اماني في وجه جاك وهي تنظر له بتقزز.
:” الاتفاق كان ان نوصلكن الى هنا فقط, لم يشمل اي مساعدة! فلتساعدن انفسكن بنفسكن, انا هنا لأجل الكنز” ابتسم جاك ابتسامة مترنحة ثملة وادار نفسه ليبتعد.
:” هي سبارو… الا تعتقد انه يمكنني قتلك ان اردت؟؟” صرخت اماني وهي تحذره.
:” وهل تعتقدين انه من السهل قتل رجل مثلي؟” تحدث دون ان يلتفت للوراء حتى.
:” كنت اعتقد انك وضيع و وغد, ولكن ليس لهذه الدرجة, لقد فقت توقعاتي يا رجل!” زفرت اماني وهي تلتقط جوزة الهند عن الارض وتضربها لجاك لترتطم برأسه بقوة.
:” ايتها اللعينة الصغيرة” صرخ وهو يتأوه الما ثم ركض نحو اماني التي اتسعت عيونها واخذت تهرب منه وهو يلحق بها.
:” هذان الاثنان” هز ليام رأسه بفقدان امل.
:” هل حقا ستتخلون عنا؟؟” عبست انوار وهي تبتلع ريقها بقلق وخوف, لا يمكنهن الصمود في مكان  مجهول كهذا!! انهن لا تعرفن اي شيء عنه.
:” لا يمكن, لن ننفصل ابدا.. جئنا سويا وسنغادر سويا” قالت ريكو بدفاعية كبيرة.
:”ولكن جاك…” حدقت انوار بالارض بعيون محتقنة.
:” لا تقلقي, لن نسمح له بالتخلي عنكن… لقد انقذتن حياتنا وساعدتنا في المحن والشدة, لن نتخلى عنكما ابدا!” ابتسم ليام بوجه انوار ليمنحها الامل والامان.
:” لا يجب علينا ان نثق في سبارو ابدا”قالت ريكو و امتلئت عيونها بنظرات الحقد.
:” اياك ريكو.. لا تفكري بالانقلاب عليه, هذا لن يجلب لنا سوى المشاكل والتفرقة, العنصرية والتفريق لن تجلب سوى المتاعب, ولن نتوفق” امسكت انوار بيد ريكو لتهدأها.
فجأة, سمعوا جميعا صوت حركة من بين النباتات الاستوائية الكثيفة, لقد كان صوت حركة قوي جدا لدرجة انه لفت انتباه الجميع, من بينهم اماني وجاك اللذي كانوا يتشاجرون ويلقون على بعضهم اي شيء يجدونه في طريقهم.
:” ما هذا؟؟” قالت اماني وهي تقترب من انوار.
:” استعدوا يا رجال” قال ليام وهو يسحب سيفه, ليسحب الجميع سيوفهم استعدادا لأي طارئ.
من بين تلك الشجيرات والنباتات المتشابكة, خرج رجال ما… رجال سمر البشرة, حليقوا الرأس, رسومات عجبية غريبة تملئ اجسادهم الهزيلة, والعديد من الثقوب والاقراط تغطيهم بشكل مخيف ومقزز!!
pelegostoswarrior
:”رباه!” فزعت انوار وهي ترجع للوراء بخطوات مترددة.
كانت ملامحهم عدوانية, حتى وقف امامهم احدى رجالهم وصرخ بلغة لم يفهموها.. وبعدها اخذ رجالهم ينهمرون كالسيل من كل مكان!!
بدأت معركة حامية الوطيس مع هؤلاء المحليين, الذين لم يحسبوا لهم حسابا ولم يكونوا يعرفون بوجودهم حتى!!
وانتهت هذه المعركة… بأسر جاك سبارو, ليام, ريكو, انوار, اماني… وجميع الطاقم!!!
…..~~
مربوطين بأعمدة خشبية, الحبال تلتف حول اجسادهم بالكامل! ولا مجال سوى لرؤوسهم للحركة!
المحليين يرقصون من حولهم ويغنون اغاني همجية بربرية غير مفهومة!
abitanti_unkulunkulu
لم تفشل اشكالهم من ان تدب الرعب في قلوبهم.. ولم يكونوا قد استوعبوا الذي حدث معهم للتو!
:” هل كنت تعرف بوجودهم؟؟” صرخت اماني التي تربط ظهرا بظهر مع جاك, وكأن القدر يسخر منها!
:” بالواقع لا!” قال باستهتار.
:” هل تمازحني؟؟؟ هل اتيت بالفعل لهذه الجزيرة من قبل؟؟” قالت من بين انفاسها الغاضبة.
:” اجل اتيت, ولكني لم امضي وقتا طويلا بها لأعرف بوجود محليين!”.
:” محليين مجانين, والله وحده يعلم ماذا يخططون!!” صححت اماني كلماته.
:” ربما سينتهي بنا المطاف وجبة لهم!” قالت انوار التي تربط على عامود خشبي بجانبهم وظهرها لأحدى رجال الطاقم.
:” ايعقل ان يزداد الامر سوءا؟؟ ربما بسببهم لم يعد احد من هذه الجزيرة” قالت ريكو بصوت منخفت وهي تشعر بالغضب الشديد.
:” اهدأي ولا تثيري انتباههم لك, ربما قد يؤذوك” قال ليام بنبرة مهتمة.
:” من الافضل لك ان تصمت, انت اخر شخص اود ان اموت برفقته!!” صرخت به ريكو لتسكته, القدر يسخر منها هي ايضا لأنها ربطت ظهرا بظهر معه!
:” الا تعتقدين انك تبالغين؟؟ انا بصفك يا فتاة!” زفر ليام بغضب وهو يسكتها.
:” نحن ابدا لن نكون على صفحة واحدة, لا تغالي بأعطاء نفسك اي قيمة!” ردت عليه بنفور.
:” على الاقل اخبريني لماذا تكرهينني لهذه الدرجة؟؟ انا لم اؤذك ابدا” قال بيأس.
:” حقا؟؟ الم تذكر ماذا فعلت بي ذلك اليوم في منزل جدي؟؟” ضحكت عليه بغيض وهي تتذكر كيف قام بتقبيلها ونزع منشفتها عنها.
:” انا اسف حقا! ارجوا منك ان تسامحيني, لقد اردت اذلالك حينها.. ولكني ندمت كثيرا, لم انم يومها وانا افكر.. لم ارغب بأن تصل بنا الامور الى هنا, ولكنك كنتي قد استفزيتني كثيرا, لم ترد بوجهي فتاة من قبل, الفتيات من حولي دائما كن معجبات بي, اما انتي مختلفة جدا, لقد شعرت انك تهينين رجولتي, واردت ان احطم كبرياءك لأرضي غروري!” قال بصوت منخفض استطاعت ريكو سماعه.. ما الذي يقوله الان؟ ايعقل ان رجل لعوب مثل ليام يشعر بالذنب والندم؟؟
:” لن تكسب شفاعتي بقولك هذا.. لا يمكن للطلقة ان تعود للسلاح بعد ان تخرج” ردت عليه بقسوة كبيرة.
:” لماذا؟؟ لماذا تكرهينني كل هذا الكره؟؟ هل تعرفينني من قبل؟ ارجوك انا استحق ان اعرف! ربما… ربما لن ننجوا من هذا الامر, لا اريد الموت وانا لا اعرف الحقيقة” توسل لها بطريقة لم تعهدها ريكو منه من قبل! لقد فاجئها, ولكنها لمست نوعا ما الصدق بنبرته, وتعتقد انه محق.
:” لقد… لقد انتحرت صديقة لي بسببك.. قبل عدة سنوات ” اجابته بهدوء مما فاجئه وجعل القشعريرة تسري بجسده على طول عاموده الفقري!
:” ما الذي تقولينه؟؟؟ انا… انا حقا لم اعرف!!! ماذا.. ماذا كان اسمها؟؟؟”قال بتوتر وصدمة!
:” ماتيلدا.. قبل اربع سنوات… انا… انا اشك بأنك تذكرها حتى!!” قالت وهي تنظر للأرض لتنهمر دموعها رغما عنها!
:” مـ…ماتيلدا؟؟؟؟ ماتيلدا مايكلسون؟؟؟؟ هل تمزحين؟؟؟؟ هل هي ميتة!!!!!” صرخ بشكل فاجئها, لم تتوقع ان يكون رده بهذه الحدة… لم تتوقع انه ما زال يحفظ اسمها!!! اسمها الكامل!!!
:” هه~ وهل هذا يهمك حقا؟؟” ضحكت ضحكة صغيرة مستهترة خرجت رغما عنها.
:” انتي لا تمزحين…ماتيلدا لم تمت!!” قال بصوت مرتجف, استطاعت من خلاله ريكو ان تشعر بأنه على شفير البكاء!
:” لا تمثل وكأنك تهتم ليام!” صرت على اسنانها بغضب.
:”كيف لا تطلبين مني ان اهتم وهي الفتاة الوحيدة التي احببتها من اعماق قلبي! هل تمازحينني؟؟؟ بحق اللعنة!!! انها حبي الاول والاخير ايتها الغبية الحمقاء!!! لم اعد الى هنا الا لأجلها! ماتيلدا.. رباه!!” لقد كان يبكي, عرفت ريكو بذلك.. رغم انه مربوطا لظهرها, الا انها تقسم بأنه كان يبكي!!
:” لو كنت تحبها لما كنت لتختفي فجأة! هل سأصدقك؟؟ اضحك على غيري… لقد عاشت حياة صعبة من بعدك, لقد عانت الامرين بسببك, وانتهى بها الامر لتلقي نفسها من فوق جرف لتموت.. هل تعرف الان سبب كرهي لك ليام؟؟”قالت بغضب عارم ولم تستطع السيطرة على نفسها.
:” لم اتركها…. اقسم لك انني لم اتركها.. في ذلك الوقت وقعت رهينة تحت يد الحكومة البريطانية, وحبست تقريبا لعامين… بعدها هربت وكنت مبعدا عن المكان.. لم استطع العودة الى هناك الا في ذلك الوقت الذي كنتم تبحثون به عن طاقم… لم اجد ماتيلدا بأي مكان.. ولم اتجرأ ان اسأل عنها… انا حقا لم اعرف انها ميتة!! تبا! لم يكن لي مجال حتى لأن اتواصل معها… اللعنة!! اللعنة ريكوو!! هل حقا هي ميتة؟؟؟؟؟” قال من بين انفاسه المضطربة.
:” هل تعني ما تقوله؟؟؟” قالت ريكو بعيون متسعة وكلها ذهول.. انها لم تعرف هذا! ايعقل انه يكذب؟؟ هي ابدا لم تسمع القصة من طرفه, وهو بالفعل اختفى فجأة وانقطعت اخباره! ولكن…
:” لم قد اكذب عليك, قد اكون لعين ولعوب, ولكني لست بدون قلب…. ماتيلدا غيرتني كثيرا وانا معها, لقد كانت ذات قلب طيب ونظرة متفائلة… بالبداية كنت اخطط ان الهوا معها, ولكن كلما امضيت وقتا طويلا معها كنت قد وقعت بحبها دون ان ادرك, وتعلقت بها حد الجنون… لست اهتم ان كنتي لا تصدقين… ولكنني اعرف ما بقلبي وماذا بداخلي.. اعتقاداتك لا تهمني! بأمكانك ان تظني بي اي شيء… ولكنني اقسم لك…. اقسم لك, انني احببتها ولم اتخلى عنها… الغبية! لماذا فعلت ذلك” شعر بقلبه ينفطر, هو ابدا لم يكن يكذب.. وكان يقول الصدق! ولكن.. ريكو كانت خائفة, خائفة من ان تصدقه ليتبدد كل ذلك الحقد الذي بقلبها نحوه… ان لم تعد تكرهه…. ماذا سيبقى لها؟
قاطع حبل افكارها صوت صراخ بيرنارد.. احد رجالهم!
حيث قاموا المحليين بفك وثاقه وسحبه معهم الى المجهول..
:”هييي~ الى اين تأخذونه ايها الاغبياء!!!!” صرخ اماني وهي تصر على اسنانها بغيظ شديد.
:” التزمي الصمت ايتها البلهاء, قد تكونين التالية” همس سبارو من تحت انفاسه.
عم الصمت والقلق… لقد كان هدوء ما قبل العاصفة, حيث لم تمر لحظات حتى سمعوا صوت صراخ بيرنارد لأخر مرة قبل ان يختفي تماما!!!
تكورت قطرات العرق على جباههم وابتلعوا ريقهم بخوف…. بعد لحظات عاد المحليين بجثة بيرنارد مقطوعة الرأس وملابسه ملطخة بالدماء بشكل تقشعر له الابدان!
اغمضت انوار واماني وريكو عيونهم حيث هذه اول مرة لهم يرون منظرا بشعا لهذه الدرجة!
تشعر انوار بأمعاءها تتقطع وهي على وشك ان تتقيئ… واماني كذلك الامر, اما ريكو فقد اصابها الذعر تماما…. هم الان يعرفون ما هي الخطوة التالية لهم جميعا.. حيث ان اي شخص منهم سيكون هو التالي!
:” سنموت لا مفر.. يا الهي! لقد جئت للموت بقدمي!!” قالت ريكو بصوت مرتجف مرتعب.
:” لن اسمح لأن يصيبك اي مكروه… لا تخافي” قال ليام وهو يحاول ان يطمئنها.
:” هي~ انتي ايتها الصغيرة… الا يمكنك ان تقومي بأي تعويذة؟؟؟؟” همس جاك محدثا اماني.
:”ماذا؟؟ تعويذة؟؟ يا الهي يجب ان افك وثاقي اولا!!” قالت وهي تشعر بالغباء, انها ساحرة كيف لها ان تنسى الامر.
:” اذا عليك ان تدعيهم يفكوا وثاقك… يجب ان تكوني هدفهم التالي حتى تحررينا” قال جاك خطته لأماني سرعان ما خطرت على باله.
:” هل جننت؟؟؟ ماذا ان لم استطع؟؟؟ سيقتلونني… لقد رأيت ما حدث لبيرنارد قبل لحظات.. لقد قطعوا رأسه! سيقيمون وليمة ضخمة علينا!” دب الرعب بقلبها حيث لولا وثاقها لخرت ساقطة على الارض مغشيا عليها… وكأن قدميها اصبحتا هلاميتين!
:” اماني.. جاك محق… سأصنع الفوضى, ليفكوا وثاقي واشتت انتباههم, بعدها سافك وثاقك ولتنضمي الي ولنقاتلهم حتى نستطيع الهروب وتحرير البقية” اومئت انوار رأسها لأماني وهي تدعمها.. انهما ساحرتان, حاربتا جيش من الحوريات وقراصنة من الهياكل العظمية, حاربتا اقوى السحرة وصمدتا في اشد الاوقات حرجا… كم سيصمد امامهما بضعة من المحليين البدائيين؟؟؟
:” ولكن انوار…. انهم كثر!” ردت عليها اماني بقلب يخفق بـهمجية على صوت قرع طبول البدائيين.
:” لا تنسي… معنا طاقم من القراصنة, ولدينا جاك سبارو… قرصان البحار السبعة!” ابتسمت انوار ابتسامة جانبية وكلها ثقة بما تفعله.
:” حسنا… لك ذلك… اعطي الاشارة للجميع كي يستعدوا” قالت اماني وهي تومئ بالموافقة.
تواصلوا جميعهم معا ليستعدوا لخطة انوار واماني, وبعد ان وصل الخبر لجميع الطاقم… اومئت انوار واماني لبعضهما… اعطتا بعضيهما تلك النظرة اللامعة القوية لساحرتينا القويتين…
وبعدها بدأ تنفيذ الخطة!
….
اخذت انوار تصرخ وتصرخ وتصرخ وهي تنادي عليهم وتشتمهم بأشد الالفاظ قسوة ولؤما! هم لم يفهموا اي كلمة بالطبع! ولكنها لفتت انتباههم بشكل كبير, كما رسمت ملامح العبوس على وجوههم… ام ان هذه ملامحهم بالاصل؟؟؟ لم تستطع انوار ان تجزم بأي شيء…
انتبهت لشخص يرتدي قبعة كبيرة جدا من الريش والعظام, وقف لينحني له الجميع… وكأنه ملكهم!
اومئ لأحدى الرجال وقال بضعة كلمات بلغتهم الغريبة الغير موجودة بين لغات العالم!
اقترب ذلك الرجل وبيده منجل كبير معقوف حاد الرأس… سار بخطوات سريعة حتى وقف امام انوار, ابتلعت ريقها ليتسلل الخوف لقلبها, هل سيقتلها وهي مقيدة؟؟ ام سيفك قيودها ويسحبها ليقتلها كما فعل بمن قبلها؟؟
رفع المنجل وبضربة خاطفة, اغمضت انوار عيونها استعدادا لأي طارئ, ولكن لم تمر لحظات حتى شعرت بالحبال تتراخى حول جسدها النحيل ليتحرر بشكل كامل من تلك القيود…
رسمت ابتسامة خبيثة وهي تنظر لذلك الاحمق الذي حرر سحر كامن بجسدها النحيل الذي خدعوا به ولم يتوقعوا اي خطر قد يكون عليهم!
رفعت اطراف اناملها ورددت تعويذة التحرير لتفك وثاق اماني وجاك والبقية بمجرد فرقعة اصبع…
:” فارتوموس” همست من بين شفتيها ليتحرر الجميع.
اتسعت عيون ذلك الرجل الذي حررها وشعر بالخوف الشديد عندما سمع تلك الكلمات الخافتة تتسرب من شفاهها, رجع للوراء وركض نحو سيده والبقية وهو يصرخ بكلماته الغريبة ليتخذ الجميع وضعية دفاعية..
:” الان!!!” صرخت انوار وهي تنظر لأماني.
القوا البحارة حبالهم, ولكنهم نسوا اهم شيء… لا سلاح لديهم! لقد تم تجريدهم من اسلحتهم اثناء اسرهم!!!
:” تبا! لا اسلحة لدينا!!” صرخ ليام وهو ينظر من حوله.
:” اذا ستكون معركتنا” قالت اماني وهي تركض لتقف بجانب انوار.
:”سنشتتهم حتى تجدوا اسلحة مناسبة لتحاربوا بها” قالت انوار وهي تومئ لهم.
اومئوا لها جميعهم بالموافقة, وكم كانوا محظوظين بوجود ساحرتين قويتين الى جانبهم!
بدأت المعركة بتعاويذ ساخطة من الفتاتين لتلقيا المحليين المتوحشين هنا وهناك بضربات من غضب!
اتسعت عيونهم بدهشة وذهول عندما رأوا الفتاتين تمارسان السحر, وما كان منهم الا الخضوع مما اثار تعجب الجميع!!
لقد ركع جميع المحليين على ركبهم ونكسوا رؤوسهم بتذلل وكأنهم يستسلمون… وكم كان استسلاما سريعا!!!
خلع ذلك الملك قبعته وركع لهما هو ايضا, ولكن الفتاتين حقا لم تفهما اي شيء!
نهض ملكهم وهو ما زال ينكس رأسه ثم اقترب منهما, ثبتتا قدميهما بالارض واخذتا وضعية الدفاع والهجوم وهما تقطبان حاجبيهما…
بينما جاك وريكو وليام والبقية يقفون بافواه مفتوحة بعدم تصديق!
تمتم ذلك الرجل غريب الهيئة بكلمات لم تفهمنها الفتاتين ابدا!
:”ماذا يقول؟؟؟” قالت انوار وهي تقطب حاجبيها.
:”ليتني افهم!” قالت اماني وهي تهز اكتافها!
:” اتذكرين تلك التعويذة التي فهمنا بها اللغة الكورية قبل عدة سنوات عندما قابلنا الشباب لأول مرة؟؟؟” سألت انوار بعيون متسعة وتلك الفكرة تلمع برأسها.
:”اجل…. لنقوم بها!” قالت اماني وهي تمسك بيد انوار.
:” حسنا” ابتسمت انوار بوجه اماني.
:” فيسماتوس ترانزلانتوس” قالتا بصوت واحد وهما تغمضان عيونهما.
انتظرتا للحظات حتى عاد ذلك الرجل للحديث كي تريا ان كانت التعويذة قد نجحت ام لا..
:” انتما ساحرتين؟؟” سأل الرجل بلغته الغريبة, وكما توقعتا… لقد نجحت تلك التعويذة.
:”اجل.. ماذا تريد؟” قالت انوار وهي ترمقه نظرات حادة.
:” ما الذي تريدانه؟؟” سألهن مجددا.
:” جئنا للبحث عن شيء ما هنا… ولكن انت ورجالك قمتم باعتراض طريقنا, ان لم ترد ان ترى رجالك جثث هامدة عليك ان تتوقف عما تفعلونه وان تتركوننا وشأننا” قالت اماني بنبرة حادة وسرعان ما ركع لهما.
” اعتذر عما بدر قبل لحظات… انا ورجالي تحت خدمتك” نكس رأسه ورفع لهما تلك القبعة الغريبة.
:” لا نريد رجالك ولا قبعتك الغريبة هذه” قالت اماني وهي تعيد له قبعته.
:”اذا كيف نستطيع ان نكفر عما فعلناه؟؟؟ ” سألهما مما اثار غرابتيهما..
ايعقل انه يتحدث بتحضر الان؟؟؟ هل كان كذلك قبل لحظات حتى؟؟ يا لهذا العجب العجاب؟؟ الان هما تتأكدان من تلك المقولة ” من علم لغة قوم, امن شرهم!”.
:” بالحقيقة تستطيع مساعدتنا” قالت انوار مما جعل اماني ترمقها نظرة سريعة.
:” يساعدنا؟ بحق اللعنة كيف؟” قالت اماني بغضب.
:” نحن نبحث عن شيء مميز, انت ورجال تعرفون هذه الجزيرة جيدا بما انكم محليون اليس كذلك؟؟” سألت انوار وهي تحدق بعيون اماني التي سرعان ما فهمت ما خطر ببال انوار.
:”اجل… انا ورجالي تحت عهدتكما”.
:” سنمكث هنا لوقت مؤقت فقط… لن تمسنا نحن جميعا ومن ضمنه رجالنا هؤلاء بأي سوء, والا تعرضتما للعنتنا التي ستدوم عليكما للأبد, سنفجر براكين هذه الارض, ونحرق الجزيرة ونزلزل الارض ونسخر الرياح عليكم” قالت اماني وهي تخنق ضحكتها.. هما لا تستطيعان فعل ذلك بالفعل! ولكنها تعرف انهم متخلفون رجعييون وبالطبع سيصدقون كل ما يقال لهم خصوصا انهم رأوا قبل قليل بعضا من سحرهما!
:” ارجوك, لن نؤذيكم انا اعطيك كلمتي, ولكن لا تدمري ارضنا!” توسل لها بنبرة مهزوزة خائفة.
خنقت انوار ضحكتها وهي تفهم وجهة نظر اماني, يا لها من فتاة ذكية فكرت بسرعة!
:” ما الذي يحدث؟ ايتكرم احدكما ليقول لنا؟؟؟” سأل جاك وهو يرفع يده بالهواء كطفل بالصف الاول!
:” لقد حللنا المشكلة, سيساعدوننا للوصول الى وجهتنا, انهم الان تحت امرنا” ابتسمت اماني ابتسامة جانبية واثقة لتخرج لسانها فيما بعد لتغيظ جاك سبارو وتتفاخر امامه.
:”تلك الصغيرة لا تنفك تثير اعجابي, هذا مريح” قال وهو يهز اكتافه ويرخي جسده من ذلك الجمود والتصلب الذي اصابه.
:” هذا مذهل” ابتسمت ريكو وهي تركض لتعانق ذراع انوار.
…….
في مساء نفس اليوم:
جهز لهم المحلييون مكانا مخصصا لهم يوفرون به جميع وسائل الراحة, لم تكن راحة كما هي بالنسبة لنا او راحة فعلية حتى!
ولكنهم احضروا لهم اطيب الفواكه والطعام من خيرات هذه الجزيرة, كما اعطوهم ملابسا من ملابسهم ليرتدوها.. استطاعت الفتيات اخيرا ان يغتسلن ويغيرن ملابسهن.. كما سرحت فتيات القبيلة لهن شعرهن على شكل ظفائر كثيرة كما يسرحن فتيات القبيلة شعرهن…
لقد كانوا المحليين يحاولوا توفير جميع سبل الراحة قدر الامكان حتى لا تلعنهم الساحرات ولا تسخطن عليهم.. هذا كان غبائهم بسبب رجعيتهم وتخلفهم.. للحظات شعرت اماني وانوار انهم يقومون بعبادتهما ومستعدين للقيام بأي شيء من اجلهما!!
:” هذا مريح حقا” ابتسمت اماني وهي تسترخي لتلك الفتاة التي كانت تدلك اكتافها.
:” اشعر بأنني بأحدى المنتجعات على جزر هاواي” ضحكت انوار وهي تبادل اماني الضحك.
:” انا لم احظى بهكذا معاملة ملكية من قبل” اخرجت ريكو لسانها وهي تبتسم, لقد تعلمت هذه الحركة من اماني… انها تخرج لسانها الطويل كثيرا لأغاظة جاك!
:” هذه اول مرة اراك بفستان مذ تقابلنا” قالت انوار وهي تبتسم لريكو.
:” اجل… انا ارتدي ملابس الرجال عادة” هزت ريكو اكتافها.
:” انه يبدوا جميلا عليك… بالرغم من ان ملابسهم تكشف الكثير من السيقان والصدر والاكتاف, الا انها تبدوا جميلة علينا” قالت اماني بتفاخر.
:” اجل بالطبع, ذوق اماني المفضل من الملابس” سخرت انوار من اماني.
تحدثتا كثيرا حتى سمعن طرقات على الباب المصنوع من الخيزران والقش..
:” هل يمكننا الدخول؟” قال ليام وهو يطلب الاذن.
:” بالطبع, تفضل ليام” قالت انوار بنبرة لطيفة, انها حقا لا تكره ليام… لا يبدوا من النوع السيء فعليا حتى تكرهه, انها ترى العديد من الاشياء بعيونه التي تفصح الكثير عنه, ولكن لا شيء مما تراه يبدوا سيئا!
دخل ليام ومن وراءه جاك, صرفت انوار فتيات القبيلة ليبقوا لوحدهم…
دهشا عندما رأوا الفتيات بتلك الفساتين الكاشفة! لقد كانا منذهلين تحت تاثير كتلة الجمال التي بالداخل!
ولكن عيون ليام, لم تكن على انوار, ولا حتى على اماني… بل كانت شاخصة على ريكو… شعرها الحريري الاشقر منسدلا على ظهرها, وذلك الفستان القصير الذي يلف جسدها النحيل ليظهر العديد من مفاتنها التي لطالما اخفتها تحت القمصان الواسعة والسراويل الرجالية.. لقد كانت نظراته تحرق جلدها مما جعلها تبتلع ريقها..
لم تعد تحتمل الحرارة بالداخل حيث شعرت وكأن كل الهواء يتسرب من حولها لتختنق في الداخل, وقفت لتخرج خارج الكوخ دون ان تقول اي كلمة, مما جعل ليام يتبعها دون اي مقدمات..
اثارا استغراب الجميع, ولكن برأي انوار… ان هذان الاثنين لديهما الكثير من الامور العالقة التي يجب ان يقوما بحلها, وعلها هذه الفرصة المناسبة لكليهما من اجل الحديث..
:” انوار, اماني.. يجب ان نرسم خطوتنا السابقة, سننطلق صباح الغد” قال جاك وهو يجلس امام الفتاتين.
:” انت محق… ولكن… نحن لا نعرف اين نجد ما نبحث عنه, حتى الان هذه الكريستالة لم تتوهج ولو لمرة!! ايعقل اننا في الطريق الصحيح؟؟” تسائلت انوار وهي تلمس القلادة الملتفة حول عنقها بكل اريحية.
:” حتى الان… انتما لم تقولا, عماذا تبحثان؟؟؟” تسائل جاك وهو يقلب نظراته بين اماني وانوار.
:” اعتقد انه من حقك ان تعرف.. لأنه لا يتعلق بنا فقط, بل بالجميع” قالت انوار وهي ترسم ابتسامة ضعيفة على شفتيها.
:” ما هو الامر الذي تردن الحصول عليه, وتكبدتما كل ذلك العناء لأجله؟؟” سأل جاك بنبرة مهتمة لم تعهدها كلا من اماني وانوار, وكأنه شخص اخرا الان يقف امامهما وكله مسؤولية واهتمام!
:” جئنا للبحث عن عنصر الماء, احدى العناصر الاربعة المسؤولة عن توازن الكون, بسبب خلل ما تناثرت العناصر الاربعة حول الكون في عوالم مختلفة… وبسبب ذلك الكون يفقد توازنه, وان لم نستطع العثور على العناصر الاربعة قبل المدة المطلوبة… سينهار الكون, وينهار كل شيء! ولن يعد لنا او لك او لأي مكان الوجود.. ولا منفذ من هذا” قالت اماني وهي تنظر في كل مكان عدا جاك سبارو.
:” كيف لهذا ان يكون ممكننا؟؟؟ هل انتما تبحثان عن العناصر فقط؟؟ على كم عنصر حصلتما؟ وكيف يبدوا شكل ذلك العنصر.. يا الهي هذا امر خطير, انه حتى اهم من الكنز! لماذا لم تقولا هذا من قبل؟؟؟؟” عبس جاك وهو يقطب حاجبيه.
:” لقد حدث الامر وحسب, ثم نحن ثماني فتيات توزعنا حول العوالم للحصول على العناصر, مهمتنا الحصول على عنصر الماء, وحتى الان لا نعرف ان كانت الفتيات قد وصلن لأحدى العناصر… ولا نعرف ايضا كيف شكل ذلك العنصر, ولم نقم بأخباركم لأنكم ما كنتم لتصدقوا… جئنا من مكان بعيد جدا.. لا اعرف ان كان يمكننا تسميته زمنا اخرا او كوكبا اخرا… ولكننا من عالم مختلف, متقدم ومتطور اكثر من هنا….هههههه~ اشعر وكأنني في احدى افلام الخيال العلمي وقادمة من كوكب مختلف” ضحكت انوار على نفسها وهي تشرح له الحقيقة.
:” هذا الكثير من القول حقا” هز رأسه وهو يستوعب كل ما قيل له ثم تابع:” يجب الان ان نعرف كيف يمكننا الحصول على العنصر! اعتقد انني سأنسى فكرة الكنز كليا حتى نستطيع الحصول على العنصر” ابتسم ابتسامة بلهاء عندما التقت عيونه بعيون اماني.
:” بحق الله, انا لا اصدق انه انت”  رفعت حاجبيها بسخرية.
:” ماذا؟؟ انها مهمة انسانية! انا افعل هذا لأجل البشرية ليس لأجلك!! الا يمكنني ان اكون شخصا صالحا ولو لمرة؟؟؟” هز اكتافه بعبوس.
:” شخصا صالحا؟؟؟ انت قرصان واللعنة!!!” ضحكت من كل قلبها عليه, كيف يكون شخصا صالحا وهو قرصان لعين يسرق وينهب ويقتل بلا رحمة؟؟
:” توقفا… بحق الله, لنركز هنا, بعدها تشاجرا كما تريدان… رباه كم انتما طفوليين!!” زفرت انوار بغضب وهي توبخ كلا من جاك واماني…
~~~***
وقفت ريكو على حافة الجرف وهي تعانق كتفيها العاريين بسبب الرياح الباردة التي تلفحها…
شعرت بشيء يغطي كتفيها ليدفع الدفئ داخل عروقها, التفتت لتنتبه الى ليام الذي وضع بطانية ليغطيها..
:” هكذا افضل, ستلتقطين البرد ان بقيتي هكذا” رسم ابتسامة لطيفة وهو يرمقها نظرة بعيونه اللامعة.. هذه سابقة! انها لم تره يتصرف هكذا من قبل.
:” ماذا تريد ليام؟؟” طردت نفسا طويلا من رئتيها وهي تشيح نظرها عنه لتعاود التحديق بالمحيط الذي تتلألأ مياهه تحت ضوء القمر.
:” لدينا حديثا عالقا… يجب ان نكلمه”.
:” اي حديث تقصد؟ ليس لدي ما اقوله لك” قالت وهي تشعر بالخوف يستلل في ثنايا قلبها! ماذا سيكون لديها ان لم تعد تكره ليام؟؟ ماذا سيبقى لها؟؟؟
:” لا تتهربي ريكو ارجوك… لقد اخبرتك بما حدث بالفعل, وقلت لك انني لم اتخلى عنها وانني احببتها حقا!! ولكن… لم يكن القدر بجانبي” قال وهو يكتف يديه ويحدق نحو المحيط لينعكس نور القمر في عيونه السوداء.
:” لمذ اصدقك ليام؟؟ انت زير نساء لعوب… قد تفعل اي شيء لتبرر موقفك” هزت اكتافها وهي تجيبه بأستهتار.
:” ولكني لست افعل… لست ابرر اي موقف ولست اكذب, كل ما اقوله هو الحقيقة, وكل ما اطلبه منك هو ان تصدقيني واللعنة!!!” قال وهو يلتفت ليقبض كلتا كتفيها بيديه ويجذبها نحوه بعنف مما اسقط البطانية عن كتفيها.
:” لماذا انت مهتم كل هذا الاهتمام ليام؟؟؟ ما الذي تحاول ان تبثبته؟؟ هل تتصنع الاهتمام حتى تثير اهتمامي, هل انا هدفك التالي؟؟ انت وغد وضيع يفعل اي شيء, انت تتلاعب بي من خلال اثارة شفقتي عليك, ان تلعب على الوتر الحساس بقولك ذلك الكلام عن صديقتي الراحلة!!! انت وغد” دفعته بعيدا ثم سارت مبتعدة عنه لتتركه على حافة الجرف وحيدا!
~~~***
بعثرت اماني شعرها بغضب…
:”بحق الله… كيف سنجد ذلك العنصر الان؟؟؟” زفرت بأحباط.
:”انتن الساحرات هنا” هز سبارو اكتافه وهو يعطي نظرة بلهاء لأماني.
:”انت محق” قالت انوار وهي تعبث بالقلادة الكوارتزية التي حول عنقها.
:”فكرة!” قفزت اماني من مقعدها لتقف فجأة مما اجفل انوار وجاك.
:”ماذا؟؟” قالت انوار وهي تحدق بوجه اماني.
:” سنردد تعويذة تحديد المواقع, كما فعلنا بالخريطة… سنمسك القلادة, نردد التعويذة وحينها سنرى شيئا يتعلق بموقع العنصر!” قالت وهي تشرح بالتفصيل وملامح الذكاء تلمع في عينيها.
:” واو انتي ذكية حقا ايتها الصغيرة” قال جاك وهو يرفع ابهامه لأماني باعجاب.
:” انا دائما كذلك” قالت وهي ترجع خصلات شعرها للوراء بتفاخر وتباهي.
:” هيا, لنفعلها ماذا تنتظرين” قالت انوار وهي تخلع القلادة لتعانقها بقبضتها.
جلست انوار واماني مقابل بعضهما, امسكتا بيدي بعضهما والقلادة تستقر داخلهما…
رددتا تعويذة تحديد المواقع, وما هي الا لحظات حتى اجتاحت تلك الرؤى رأسيهما, وجاك يراقب بكل هدوء….
اشجار خضراء في كل مكان, صخرة عملاقة مرت عليها العصور لتنحتها على شكل عامودي… شلال ماء منهمر.. خلف ذلك الشلال مدخل لكهف ما… داخل الكهف العديد من المداخل الغريبة… نبع ماء يسير بشكل عكسي.. قطرات ماء ترتفع للأعلى! صخرة بقلب النبع…… وانتهي!!
اندفعت الفتاتين للوراء عن بعضهما بقوة خفية! شهقتا بصوت عالي ما ان انفك الرابط السحري الذي ربط عقليهما معا…
:” هل رأيتي ما رأيت؟؟” قالت انوار وهي تقطب حاجبيها.
:”اجل… ذلك غريب!!!” عبست اماني وهي تحاول ان تتذكر ما رأت لتحفظه عن ظهر قلب.
:” اذا, هل من دليل على مكان العنصر؟؟” سأل جاك بحيرة.
:”العديد من الادلة.. سننطلق في رحلة البحث صباح الغد, الان يجب ان نرتاح”. قالت انوار بابتسامة متفائلة.
:” هذا جيد… تصبحون على خير” ابتسم جاك ابتسامة طبيعية بسيطة لأول مرة مذ قابلنه الفتيات… بالنهاية, يبدوا انه شخص صالح بالفعل!
~~~***
بعد مرور يومين:
….
انطلقت رحلة البحث, اخبرت الفتاتين الملامح التي يبحثن عنها لرئيس القبيلة, ولكن وتحت استغرابهن.. لم يتعرف الرئيس او احد المحليين على المكان الذي ذكرن صفاته..
لذلك رحلة البحث تلك لا بد وانها ستكون متعبة جدا!
….
انتشر الرجال يبحثون عن اي اعمدة حجرية بالقرب من الشلالات.. والبحث بالقرب من الشلالات على هذه الجزيرة الكبيرة, لم يكن امرا سهلا ابدا!! ثلثي هذه الجزيرة عبارة عن مصبات مائية.
…..
انطلقت انوار وريكو وليام برحلة مع جزء من فريق البحث, بينما اماني وجاك والجزء الاخر من الفريق…. لا يعرفون كيف تم تقسيمهم على هذا النحو! لقد كان الامر عشوائيا, كما ان  كل فتاة تقود فريق لأن كلتاهما تعرفان عما تبحثان.. اماني ستبحث في الجهة الشرقية, وانوار في الغربية.
ستتصلان عن طريق الكريستالة بالطبع لأنه لا وسيلة اخرى!
ليام لم يتوقف عن ملاحقة ريكو والتوسل اليها من اجل الحديث…
بحق الله هو لا يعرف ما الذي اصابه حتى يصبح بهذا الشكل!! لماذا هو مصر جدا على الحديث معها بينما كل ما تريده هو ان يتوقف عن ازعاجها. قلبها وعقلها وكل خليه من جسدها كانت تخشى كالجحيم تصديقه… لا تريد ان تصدقه, انه لعوب ولا بد انه يكذب عليها كما يفعل عادة للفتيات اللواتي يقابلهن!
اماني وجاك بالطبع لم يتوقفا عن الشجار, خصوصا عندما يتعلق الامر بتحديد الاتجاه الذي سيذهب له الفريق…. في هذه اللحظة بالذات كان يدب شجارا كبيرا جدا!
….
:”توقف ليام ان تزعجني حقا!” زفرت ريكو وهي ترفع سيفها في وجه ليام بعد ان ابتعد الجميع يسبقونهم بخطوة للأمام مما جعل ريكو تستغل الفرصة :” الم تفهم تلميحي بأني لا اريد رؤية وجهك؟؟؟” قطبت حاجبيها وهي تكشر في وجهه.
:” انتي لا تعطينني فرصة حتى للحديث!! اللعنة انا الاحقك منذ يومين, يومين كاملين وانا اتوسلك كطفل صغير… متى ستفهمين انني اريد حقا الحديث معك”.
:” ومتى ستفهم انت انني لا اريد الحديث معك؟؟” عبست وهي تعيد سيفها لمكانه.
:” لماذا؟؟ لماذا لا تريدين الحديث معي؟ هل انتي خائفة؟؟ خائفة من ان اكون محقا؟؟ خائفة انه اذا لم يعود لك دافع لكرهي… لن تعرفي كيف ستتصرفين من حولي؟؟ ام انك خائفة من ان تقعي بحبي؟؟؟” وضع ليام كلتا يديه على خصره وهو ينظر في عيون ريكو مباشرة لتشعر وكأن نظراته ترى من خلال روحها وقلبها.
:” اقع في حبك؟ هل تمازحني؟؟ لا بد انك فقدت عقلك” رسمت ابتسامة مرتبكة وهي تستدير متصنعة الثقة والغرور. ولكن لماذا؟؟ لماذا خفق قلبها عندما قال تلك الكلمات؟؟ هل… هل هو الخوف؟؟ ام انها بالفعل… ولكن لا! مستحيل… هي ابدا لن تقع في حب ليام.
:” لماذا تتجنبين النظر في عيناي اذا؟؟ ماذا انقذتي حياتي في ذلك اليوم, اقسم انك كدت تبكين عندما قام الهيكل العضمي بطعني… انا لست مغفلا! لعبت بقلوب العديد من الفتيات حتى يومنا هذا, استطيع ان اميز نظرة الاعجاب بكل بساطة!” رسم ابتسامة جانبية واثقة.
:” لا انظر لعيونك لأنني لا استطيع… لا استطيع النظر في عيون شخص امقته لأخر نفس… انقذت حياتك عندما طعنك العضمي, لانك طعنت بسببي… ولم اكن ابكي, كنت خائفة ان احمل دماءك القذرة على يدي اذا مت بسببي” اجابته بمقت وكره مصطنع… ماذا ستجيبه, وحتى هي ذات نفسها لا تعرف بماذا تشعر!
استدرات وهي تلحق بأنوار بسرعة, لا تريد ان تتعرض للمزيد من الاستجواب تحت ضغط ليام اللحوح… كيف يستطيع الرؤية من خلالها بهذه السهولة؟
….~~
:” توقفوا” رفع يده وهو يقف وقفته المميزة… لقد امرهم ان يتوقفوا ففعلوا!
رفع يديه ليبعد النباتات المتسلقة والشجيرات من وجهه…
 
ما ان ابعد تلك الشجيرات حتى شخص امام عيونهم شلالا منهمرا من اعلى الجرف ليصب بذلك النهر.. ماؤه النقي يمكنك الرؤية من خلاله بكل وضوح… ويا له من اجمل واعذب وانقى الانهار التي تراها اماني بعيونها..
تفحصت بعيونها من حول ذلك النهر, ليلفت انتباهها عامودا حجريا تركت عليه علامات الزمن من النحت والحت!
انه هو…. نفس العامود الذي رأته في رؤيتها هي وانوار عند تنفيذ التعويذة… وان كان خلف ذلك الشلال مدخل كهف… يا لها من فرحة عامرة..
:” ايمكنك تحديد ان كان هناك كهفا وراء الشلال؟؟” اشارت اماني لجاك وهي ترسم ابتسامة عريضة.
:” بالطبع… انا جاك سبارو يا فتاة, ما زلتي تقللين من قدري” هز اكتافه بضحكة سخيفة متباهية.
:” بلا بلا بلا” تخرج لسانها من وراءه لتغيظه.
:” ما رأيك ان تصعدي انتي لتري؟؟” التفت ليمسك بها متلبسة وهي تخرج لسانها مما جعله يغضب.
:” حسنا سآفعل, ماذا تعتقد؟؟ انا ساحرة قوية” رفعت حاجبها باشمئزاز ثم سارت لتقف على ضفة النهر بالقرب من الشلال مباشرة… ” سبارو انا اعيد التفكير, ربما يمكنك انت ان تنال شرف الاكتشاف, انا السلاح السري للمهمة ولا يمكنني المجازفة بالسقوط, انا استخدم فقط للتعاويذ السحرية”. تحدثت بارتباك وهي تحاول ان تتصنع القوة.
:” اه حقا؟ الم تكوني واثقة قبل لحظات بنجاح الامر؟” ضيق عينيه وهو يسخر منها.
:” لا تنسى ان كل الرجال الذين حوله تحت رهن اشارة واحدة من اصبعي, يمكنني ان اجعلهم يقطعون اوصالك في ثواني؟! من الافضل ان تصعد والا امرتهم بفعل ذلك” كتفت يداها وهي تحدق به بطريقة مخيفة, يا لها من ممثلة بارعة!
:” اذا لماذا لا ترسلي احد هؤلاء المحليين ليكتشف الامر بنفسه؟” تنهد وهو يعطيها فكرة عبقرية لم تخطر ببالها.
:” رباه انت بالفعل ذكي جدا, لم يخطر ذلك ببالي… سأفعلها” ابتسمت لتعود لطبيعتها.. لا تستطيع ان تحتفظ بالوجه الجدي لثواني!
امرت احدى الرجال ليتسلق حتى الشلال ويرى ان كان هناك كهف من خلفه..
ووسط دهشة واعجاب اماني وجاك وبعض البحارة.. تمكن ذلك الرجل طويل القامة نحيل الجسد ان يتسلق الحائط المنزلق حتى وصل الشلال, وكأنه يسير على قلبيهما, فكل مرة ينزلق بسبب الماء كانت تشعر اماني بقلبها يهوي فأخذت تصلي وتدعوا الله على ان يحفظه من كل سوء.. بالنهاية هو بشري… وهي لا يمكنها ان تتمنى الاذى لأي احد..
ثبت نفسه بأعجوبة بتلك الصخور الرطبة, مد يده خلف الشلال المتسارع الذي يسقط بقوة… بدا وكانه امسك بشيء ما.. وسرعان ما سحب نفسه لداخل الشلال ليختفي خلف انهمارات الماء..
شهقت اماني بفزع, ولكنه سرعان ما خرج من خلف الماء ليقفز على طول الشلال ليستقر في النهر… سبح حتى وصل للضفة, وعندما وقف اقترب من اماني المتلهفة لسماع جوابه..
:” اجل سيدتي.. هناك كهف كبير جدا خلف مياه الشلال كما توقعتي” قال بعيون لامعة..
هذه النظرات…. اماني تعرفها عن ظهر قلب!!! انه يقدسها ويؤمن بقدرتها اكثر من ذي قبل… انه يعطيها نظرات تقديس نقية.. ركع امامها ليركع الجميع من خلفه… يا لهم من ساذجين!! الحمدلله على نعمة العلم والعقل…. تطور هذه المخلوقات سيأخذ وقتا طويلا جدا…
انهم فقط كطفل اعمى بحاجة لمن يقوده.. وكل تلك القوة التي تظهرها كلا من اماني وانوار.. جعلتهم يعطون الفتاتين اكثر من حقهن بكثير.. بجهل… بغباء… انهم يتبعوهن بلا تفكير… ولكن اماني هزت اكتافها بهدوء وتفهم… السنا نحن ايضا نفعل ذلك؟؟
بالرغم من مدى تعلمنا وفهمنا والتطور الذي وصلنا اليه.. السنا ايضا ما زلنا نتبع عادات وتقاليد عمياء لم نفهم مغزاها يوما؟؟ فقط لأننا رأينا اباءنا واجدادنا يفعلونها… نقوم بفعلها… لأنهم يؤمنون بها… نؤمن بها! نحن لم نسأل يوما لماذا… ولم نفكر كيف؟
ولكننا بغباء وعماء… نفعل…. وندافع عن هذه العادات والتقاليد بكل شراسة… وما زلنا حتى الان… لم نفهم لماذا؟!
ابتسمت اماني بتفهم ثم اومأت رأسها..
:”شكرا لك.. ” حدث المحلي بلغته, ثم التفتت لجاك لتخبره:” سأتصل بأنوار واخبرها اننا وجدنا المكان المطلوب, وننتظرها حتى تصل هي والجميع.. ثم سنقود رحلتنا لداخل الكهف”.
:” حسنا.. ” اومأ بتفهم, ولم يرغب بمجادلة اماني.. لماذا؟؟ لأنه رأى تفكيرا عميقا و وجها جديا ترتديه الان وفي هذه اللحظة.. مما جعله يهدأ من خيله الجامح الاهوج الذي يرغب دائما بمناقشتها واستفزازها..
~~~***
استغرقهم الرحلة يوما كاملة..
من الغرب حتى الشرق, انطلقت انوار وريكو وليام والبقية… لقد اخبرتهم اماني انها وجدت المكان المطلوب, وبقلب تملؤه اللهفة… ساروا برحلة العودة.
سيستقبلهم بضعة رجال في القرية ثم سيأخذوهم نحو اماني وجاك والبقية…
…..
وصلوا مساءا, بعد ان غربت الشمس وهبت نسمات الهواء لتداعب الاشجار الاستوائية المتشابكة..
:” هل هو حقا هنا؟” تسائلت انوار وهي تبتلع ريقها.
لم تجبها اماني, لا داعي لذلك… لانه سرعان ما توهجت القلادة بضوء خافت يدل على وصولهن للمكان المطلوب بالفعل.
:” انه حقا هنا” ابتسمت اماني ابتسامة هادئة واثقة.
:” لننتظر حتى صباح الغد.. من يعلم ماذا سيكون بالداخل؟؟” قال جاك بكل حكمة.
:” محق.. سنقضي الليلة في القرية, وسنعود عند موعد الشروق”. ردت عليه ريكو بالموافقة.
جمعوا شتاتهم وانطلقوا حيث القرية قبل ان يشد جنح الليل ويقابلوا مخلوقات الليل المخيفة.
~~~***
فجر اليوم التالي:
…..
نهضوا مبكرا.. ها هو اليوم الموعود قد حان.. انها المعركة الاخيرة, ولن تخرج منها الفتاتين خاسرتين مهما كلفهما الامر من خسائر!
شدوا الرحال وما انو وصلوا لذلك الكهف ذو البوابة خلف الشلال النقي كالزجاج الشفاف.. حتى كانت الشمس قد نشرت اشعتها الذهبية واشرقت بالفعل.
:” ستبقون هنا.. سندخل انا وانوار” قالت اماني بنبرة صارمة تأمر بها الجميع.
:”لن اقبل… نحن جميعا في هذا” قال ليام بعد ان كان قد عرف القصة من قبل بالطبع.
:” اجل, معه حق… سندخل معا” قالت ريكو وهي تؤيده وبقوة, مما جعله يبتسم بسره.. عندما توافقه الرأي, يخفق قلبه بسعادة نقية, وهو حقا لا يعرف السبب!
:” وانا ايضا, انا معكم حتى اخر نفس” قال سبارو بنبرة قوية مما جعل الجميع يلتفت له بغرابة, ابتلع ريقه وتنحنح وهو يقول:” ماذا… هذه اول مرة ادافع عن هدف نبيل وشريف” هز اكتافه ليعطي ابتسامة عريضة ساذجة.
:” هل انتم متأكدون؟؟ لا احد يعرف ماذا قد نواجه بالداخل؟” سألت انوار وهي تقطب حاجبيها.
:”اجل… نحن معا حتى النهاية” رسم ليام ابتسامة جانبية وهو يمد يده براحته للأرض, وكأنه شعار لالتحام الفريق المكون من: انوار واماني, جاك سبارو, ليام وريكو.
ابتسمت اماني لتضع يدها فوق يده, انوار, جاك وريكو.. انضموا لهم وهو يضعون ايديهم فوق بعضها..
ويا له من مزيج رائع وغريب مجموع تحت عنوان فريق!
:” كيف سنصعد الى هناك؟؟” قالت اماني وهي تقف وتضع كلتا يديها على خصرها محدقة بالشلال.
:” سيكون صعبا نوعا ما, خصوصا ان الارض زلقة!” قالت ريكو وهي تقف بجانبها.
:” لدي طريقة ما… وعرة ولكنها ستنجح” ابتسم جاك صاحب الحلول السحرية.
:” وهي؟؟؟؟” تسائلت انوار وهي ترمقه نظرة تحليل.
….
بعد لحظات:
..
انزلوا الحبال من ضفة النهر بالاعلى لجانب الشلال وهناك عدد لا بأس به من اقوى الرجال المحليين حتى يمسكوا بالحبال المنسدل من الاعلى لأسفل.. لحسن حظهم ان الشلال لم يكن عريضا جدا بمساحة كبيرة..
ستكون رحلتهم رطبة ومبللة بكل تأكيد, ولكن من يأبه؟؟ عليهم ان يدخلوا مهما كلف الامر..
سيتسلقون الحبال بجانب الشلال, عليهم ان يتمسكوا جيدا, ولم ينسوا ان يربطو عقدة كبيرة بين كل مسافة بين الحبل حتى يستطيعوا التسلق عليه بكل اريحيه. لم يكن امر تسلق الحبل صعبا بالنسبة لجاك وليام وريكو.. هم بحارة وهذه مهنتهم, تسلق الحبال و..الخ! اما العقد كانت لأجل انوار واماني..
تسلق جاك بالبداية حتى وصل لمكان البوابة, كلما اقترب من الشلال كلما ارتطمت به المياه المتدفة بقوة مما جعل الامر اصعب.. ولكن بالنهاية تمكن من الصمود والدخول.. ومن هناك سيساعد الفتيات..
لحق به ليام, ثم ريكو.. ليمسك بها ليام ويسحبها للداخل بكل سهولة.. استقرت بين ذراعيه بقبضتيها على صدره.. اتسعت عيناها, تسارع قلبها واجتاحتها حرارة ولكن ما ان استفاقت حتى سحبت نفسها بسرعة من بين ذراعيه اللتين تحتويانها.
صعدت انوار, ساعدها ليام.. وبعدها صعدت اماني المرتبكة… كادت تنزلق وتسقط لولا ان جاك سحبها بأخر لحظة لتدخل..
المرحلة الاولى تمت بنجاح.. ها هم عند مدخل الكهف.. وما هي الا الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل..
توهجت القلادة بنور اقوى من ذي قبل, وبسبب عتمة الكهف استطاعوا تمييز الضوء القوي…
:” ممتاز.. نحن في الطريق الصحيح… ماذا الان؟” قال جاك وهو يضع كلتا يديه على خصره بجسده المبلل بالكامل.
:” الان سنتابع السير لنتوغل اكثر.. حتى نجد مبتغانا” قالت اماني وهي ترجع خصلات شعرها الرطبة لخلف اذنها.
:” هيا بنا” قالت انوار وهي تتخذ الخطوة الاولى داخل الكهف ليلحق بها الجميع بالتدريج.
اثناء سيرهم شهدوا الكثير من الاعاجيب داخل هذا الكهف الغريب. قطرات من الماء متكورة لوحدها ترتفع وتسير عكس الجاذبية!
كريستالات مضيئة… سيول صغيرة من المياه اللامعة من تلقاء نفسها.. ويا له من عجب العجاب؟!
:” اعترف.. هذا من اغرب ما رأيت بحياتي” قال جاك وهو يبتسم, انه سعيد لحصوله على فرصة كهذه.
:” انا رأيت العديد من الغرائب بالفعل” قالت اماني بتفاخر وهي تتذكر رحلة سنوات حياتها الطويلة كساحرة.
:” ها هي الصغيرة تعود للتباهي” تحدث جاك بنبرة ساخرة.
:” لست صغيرة… عمري 23 عاما” ضيقت عيناها وتجعد جبينها بانزعاج.
:” ليس وقت الشجار عزيزاي” همست ريكو وهي تربت على ظهر جاك واماني بنفس اللحظة وهي تحشو نفسها بينهما.
:” اعتقد اننا سنحتار الان!” قال ليام ليقاطع تلك الدعابات على شكل مشاجرات.
وقف ليام وهو يشير بسبابته لمكان ما, وما ان التفت الجميع حيث يشير… حتى وجدوا ثلاثة بوابات حجرية كبيرة مقفلة!!
كل باب عليه رمز معين لفت انتباههم..
:” ما هذا الان؟؟” قطبت انوار حاجبيها وهي تقف امام الابواب الثلاثة والفضول يأكل قلبها.
:” لا بد انه تحدي لأجتيازه بالطبع” هز جاك اكتافه وهو يقترب من امام الابواب.
:” كيف, كيف سنعرف خلف اي باب العنصر؟؟” تسائلت اماني وهي تلمس الرمز الاول… “هذا الرمز مألوفا جدا!! اليس هذا رمز المرأة؟؟؟” قالت وهي تلمس الدائرة ذات السهم المشير للأسفل.. رمز المرأة.
:” انه.. رمز فينوس, الهه الجمال والحب؟؟ افروديت؟” قالت ريكو وهي تقف بجانب اماني.
:” واو… وما شأننا بالاله افروديت؟؟” زفرت انوار بغضب.
ريكو تنتقل للباب الثاني:” وهذا…مطرقة ونار… لا بد انه رمز الاله فولكانوس, اله الغضب والنار!” قالت وهي تتلمس بأطراف اناملها الباب.
:” انتي حقا رائعة في الاساطير الاغريقية!” قالت اماني وهي تثغر فاها بأعجاب.
:” اجل.. لقد قرأت الكثير عن هذه الاساطير الاغريقية” ابتسمت ريكو بخجل وهي ترجع خصلات شعرها الرطبة خلف اذنها.
لم يعرف ليام لماذا؟ ولكن ابتسامتها الخجولة تلك, خصوصا بعد ان قضمت شفتها وارجعت خصلة شعرها, شعر بقلبه يقفز من مكانه بسعادة ورغبة.. يا لهذه الفتاة! انها تعطيه شعورا غريبا جدا!
:” وهذا الباب؟؟ اذا كان الباب الاول افروديت او فينوس.. والباب الثاني فولكانوس.. لمن الباب الثالث؟؟” قال جاك وهو يقف امام الباب الثالث.
ريكو تقترب لتقف امامه وهي تنظر للباب بتفحص :” دائرة مقسومة لاربعة ارباع بنقاط داخلها.. مممم… اعتقد ان هذا رمز الطبيعة الام!” قالت وهي تتفحص الرمز بعيون صقر.
:” رائع, الهة النار والغضب, الهة الحب والرغبة, والهة الارض او اي كان… في اي مدخل لعين سنذهب؟؟؟” تسائلت اماني وهي تضع كلتا يديها على خصرها بنفاذ صبر.
:” اعتقد انها كانت مرتبطة بالبحر والماء نوعا ما” قالت ريكو وهي تقف امام باب فينوس.
:” اذا.. هل سنختار هذا؟؟ ماذا عن الطبيعة الام؟؟” سألت انوار وهي تشير للباب الثالث.
:” انا حقا لا اعرف!!” هزت ريكو اكتافها.
:” لننفصل… جزء منا يذهب في باب فينوس, والجزء الاخر يذهب في باب الطبيعة الام.. اعتقد ان فولكانوس سيخرج من القائمة” قال جاك وهو يفكر.
:” ولكن.. كيف سننفصل؟ اخشى ان يكون انفصالنا ضعفا لنا” قالت انوار بقلق.
:” علينا هذا لنوفر الوقت, بالنهاية انفصلنا نحن والفتيات للبحث في مهمتنا” اشارت اماني لرجاحة فكرة سبارو.
:” حسنا.. كيف سننقسم الان؟” تسائل ليام وهو يتمنى ان تكون طريقه مع ريكو.
انوار تنظر له بفهم لتبتسم ابتسامة جانبية, هي حقا تريد ان تصلح هذه العلاقة المنكسرة بين ريكو وليام:” لنذهب انا وريكو وليام… سبارو واماني معا!” ابتسمت انوار وهي تنظر لاماني وسبارو.
:” ولكن.. لماذا علي ان اعلق مع هذا المختل دائما؟؟؟” صرخت اماني بغضب.
:” هيا يا صغيرة.. ستكون رحلة ممتعة” قال وهو يقف بجانبها ليلف ذراعه حول كتفها بابتسامة عريضة.
:” هي لا تلمسني!! احمق!” دفعته بعيدا بنفور.
:” توقفي عن التصرف بطفولة… عليكي ان تتعلمي ان تعملي مع من لا تريدين لمصلحة العالم” قطب انوار حاجبيها وهي تعطي انوار نظرات جدية غاضبة.
:” هووف~ حسنا” ضربت قدمها بالارض بأكراه.
:” انا وليام وريكو سنذهب خلال باب فينوس, انتما اذهبا في باب الطبيعة الام” اشارت لسبارو واماني.
:” فهمنا ولكن… كيف سنفتح هذه الابواب؟” تسائل ليام وهو يحدق نحو الابواب بعيون ضيقة.
:”من يعرف…” نظرت ريكو للأرض بتساؤل.
:” ايعقل ان الحب هو من يفتح باب فينوس؟ والطبيعة ما تفتح باب الطبيعة الام؟” القى جاك كلمات عشوائية ولكنها كانت ذات وقع كبير على انوار التي حللت المنطق.
:” اذا.. يجب ان نجد الحب الحقيقي, وشيء من صنع الطبيعة لفتح الباب!” قالت انوار بحماس.
:” هذه مجرد افتراضات فقط” قالت اماني وهي تدحرج عيناها.
:” اذا… لنجرب!” ابتسمت انوار ابتسامة عريضة.
:” حسنا.. ماذا يمكن ان يكون من صنع الطبيعة؟؟ الارض وكل شيء من حولها من صنع الطبيعة.. ولكن اي شيء بالضبط قد يفتح الباب؟” تسائل ليام وهو ينظر لانوار.
:” انا واماني… نحن ساحرتين, والسحر من صنع الطبيعة الام… اذا نجح الامر اذا… لنجرب” قفزت انوار وهي تسحب اماني نحو الباب.
امسكت بيد اماني, شبكتا اصابعهما ووقفتا امام الباب.. رفعتا يديهما لتلمسا الباب وما ان فعلتا… حتى تصدع الباب, تشقق ليفتح على وسعه لهما..
:” واو.. سبارو يفيدنا واخيرا” اخرجت اماني لسانها لجاك لتغيظه.
:” الان نريد الحب والرغبة.. الخ” قالت انوار.
:” انا وانتي صديقتين ونحب بعضنا كثيرا… لنجرب” قالت اماني وهي تلعب الحظ.
سارتا ورفعتا يديهما وتلمسان الباب كما فعلتا سابقا… ولكنه لم يفتح!
:” حسنا.. يبدوا انهم يريدون نوعا اخرا من الحب” قال جاك وهو يبتسم.
:” جربا انتما؟” قالت انوار وهي تشير لأماني وجاك.
:” هييي~ انا لا احب هذا المعتوه!!!!” توسعت عيون اماني بغضب.
:” اي شيء لأنقاذ البشرية” قال جاك وهو يمسك بيد اماني التي انتفض جسدها للمسته وشعرت بالنفور الخالص!
:” يااه~ قلت لك لا تلمسني!” حاولت دفعه بعيدا.
عانق يدها بقوة وصعب عليها الابتعاد:” قلت اي شيء لانقاذ العالم”. ابتسم ابتسامة جانبية وسحبها نحو الباب.
سارت معه مقطبة الحاجبين, رفعا يديهما ليفتحا الباب… ولكنه لم يفتح!
تنهدت اماني باريحية ثم دفعت جاك بعيدا عنها..
:” متخلف.. حب ورغبة هاه!” دحرجت عينيها وسارت مبتعدة عنه.
:” لدي فكرة اخرى” ابتسمت انوار ابتسامة جانبية خبيثة وهي ترمق ليام وريكو نظرة.
:” ماذا تفكرين؟؟” قالت ريكو وهي تقطب حاجبيها.
:” حب ورغبة.. حب حقيقي… لنرى هذا السحر!” رفعت انوار حاجبيها.
سحبت يد ليام وسارت نحو ريكو, سحبت يدها لتضعها بيد ليام بقوة..
:” ماذا تقولين!! هذا غير صحيح ابدا انوار! توقفي” زفرت ريكو بغضب.
ليام يبتسم ابتسامة دهاء:” اي شيء لأنقاذ العالم” قال بقلب يخفق, ان فتح هذا الباب… فهذا يعني له الكثير والكثير!!!! ومن هنا ستكون فرصته للتأكد.
سحبها ليام رغما عنها, رفع يده ليلمس الباب.. رفعت ريكو يدها بتوتر وبقلب يخفق بقوة!!! لمست الباب واخيرا……… وفتح ذلك الباب اللعين ليصدر صوت تشقق قوي وهو يفتح..
:” واو… انتما!!!” قال جاك واماني بصوت واحد وهما كلهما دهشة وذهول واستغراب.
:” نجح الامر” هزت انوار اكتاافها بثقة.
اتسعت عيون ريكو وهي تحدق بعيون ليام التي كانت نظراته كالسهام تخترق قلبها… سحبت يدها بسرعة لتبتعد عنه وهي تخفي تورد وجنتاها بسبب اندفاع الدم والحرارة لهما..
ابتلعت ريقها, وبدون اي مقدمات.. اندفعت لتدخل من خلال الباب… باب فينوس افروديت….
……
انطلقوا في رحلتهم داخل هذه الابواب على شكل فريقين… جاك واماني.. انوار وريكو وليام..
في بداية الرحلة, كل شيء كان سلس وسهل… ولكن لم تلبث الطرق تزداد صعوبة.. احيانا العديد من الصواعد والهوابط التي تعيق الحركة, او ضيق الطريق والمداخل للأستمرار..
عند انوار وريكو وليام…
:” ليام… ليام…. اين انت… ليام.. انا تائهة ليام.. انا خائفة… اني اختنق ليام ساعدني!” همس صوت انثوي لليام مما جعله يقشعر ويشعر بقلبه يتوقف عن الخفقان!!
“ماتيلدا” همس ليام اسمها بعيون متوسعة محتقنة بالدموع.
:”ماذا؟؟؟ ماذا قلت؟؟؟ قالت ريكو بعيون متوسعة.
:”ماتيلدا.. انها… انها تنادي علي…. انها تريدني ان اساعدها!!” قال وهو يبدوا وكأنه منوم مغناطيسيا.
:” لا يمكن ليام.. ماتيلدا ميتة منذ سنوات!! هذا مستحيل” اتسعت عيون ريكو بفزع.
:”انها هي انا متأكد… انها ماتيلدا!!!” شهق ليام.
:” ماتيلدا… صديقتك الميتة؟!” قالت انوار وهي تنظر لريكو :”هذا مستحيل ليام.. استفيق انها ليست ماتيلدا, انها ميتة… لا بد انه الكهف ويتلاعب بك”.
:” انها تختنق,, انها تريد المساعدة… ماتيلدا!!!” هرع ليام يركض نحو الصوت الذي يسمعه هو فقط.
:”تبا ليام” صرخت ريكو وهي تلحق به.
ركضت انوار خلفهما وليام يستمر بالركض… وقعت عيناها على اخر الممر الذي يركض له.. لقد كان طريقا ينتهي بحفرة كبيرة في الارض.. يجب ان تتصرف وتفعل شيء ما قبل ان يسقط ليام المغيب عن الواقع!!!
تمكنت ريكو من رؤية تلك الحفرة ايضا, شهقت بفزع وسارعت خطواتها نحوه لتمسك به وتسحبه للوراء..
:” الكهف يتلاعب بك ليام استفق, انها حفرة…. لا تقع بهذا الفخ” صرخت بوجه بعيون حمراء محتقنة.
:” لا ريكو لا… انها تناجيني… صوتها في كل مكان…. انها تختنق ريكو!!!!” صرخ وهو ينظر لريكو في عيونها مباشرة.
:”ارجوك ليام استفق” صرخت انوار وهي تقف وراءه.
:” لا يمكن.. يجب ان اساعدها” صرخ ليام بكل غضب.
رفعت ريكو يدها وصفعت ليام على وجهه بكل قوتها مما جعل عيونه تتوسع وينظر من حوله بدهشة.. لقد كان على حافة الحفرة تماما…. رجع للوراء قليلا بفزع وهو يحدق بعيون ريكو..
:” يا الهي.. ماذا كنت افعل!!”.
:” كدت تموت ايها الاحمق” صرخت ريكو بوجهه مجددا لتتخذ الدموع مجراها على وجهها.
:” يا الهي انا اسف.. اسف ريكو ارجوك لا تبكي!!” رفع ليام يديه ليكوب وجنتي ريكو القريبة منه.
ابتلعت انوار ريقها ورجعت للخلف قليلا لتعطيهم فسحة ليتحدثوا باريحية.
:” لست ابكي لاجلك” اشاحت ريكو وجهها لتنظر للجهة الاخرى كي لا تقبل عينا ليام.
:” اتعرفين ماذا؟ لقد مللت… لا يمكنني المواصلة هكذا!” تنهد ليام وهو يفلت وجنتي ريكو.
:”ماذا تقصد؟؟؟؟” سألته باستغراب…
:” اسف…. ولكني لا استطيع” قال ليام بهمس مبهم.
رفع يده ليسحب ريكو نحوه من خصرها… رفعت رأسها لتحدق به بذهول, ولكنه لم يفسح لها المجال اكثر… سحبها… والتحمت شفتيه بشفتيها..
لم تقاوم.. لم تعارض… لم ترفض!!! في هذه اللحظة… شفتيه حول شفتيها…. يبدوا امرا صائبا جدا!! حتى هي نفسها ذهلت بالامر!! ولكنها سمحت له… لا بد ان هذا الكف يلعب بأفكارها.. الحب والرغبة.. الحب الحقيقي…. وان كان ما بقلب ليام ليس حبا حقيقيا.. لما فتح الباب…. وهنا تأكدت ريكو.. من مشاعرها نحوه, ومن مشاعره نحوها!!
جذبها نحوه بقوة اكبر وهو يلتهم تلك القبلة ليخفق قلبيهما على لحن واحد…
…..
عند اماني وجاك:
كانا يسيران داخل الكهف وهما ينظران من حولهما…
تشنج جاك وهو ينظر في اتجاه ما ويحدق بغرابة… نظرت اماني حيث ينظر ولكنها لم… لم تفهم بماذا يحدق؟؟
:” هي مختل… بماذا تحدق؟؟” سألته وهي تلكز كتفه.
:” هل انا اتوهم؟؟؟ انا ارى شجرة كبيرة من التفاح وتحتها حسناوات شبه عاريات تنادين علي!” رمش عدة مرات وهو ما زال يحدق.
:” للأسف جاك… لا ارى سوى مجموعة من الصخور!” هزت اكتافها وهي تسخر منه.
:” انهن يردنني!!!” قال وهو يتحرك نحوهن بشكل مغيب تماما.
:” هاااي~ معتوه لا شيء هناك!!!!” ركضت خلفه وهي تسحبه من سترته للوراء.
:” انهن يردنني…. يشرن لي للأقتراب” ما زال يتابع السير بالرغم من نفي اماني للأمر.
:” يااه…. احمق توقف!!!!” تحاول سحبه ولكن سدى!!
ما زال يسير.. واثناء سيره وتحديقه.. انتبهت اماني لأفعى ضخمة جدا مخيفة تخرج من الجدار وهي تتلوى., وكأنها تنتظر جاك ان يقترب حتى تلتهمه بقضمة واحدة!! اقشعر بدنها وتشنج جسدها بذعر لمشهد تلك الافعى!!!
:” بقدر ما ارغب بموتك يا صاح.. الا انه ليس الوقت المناسب ابدا!!!” قالت وهي تقف امامه وتدفعه من صدره للوراء :” لا شيء هناك يا احمق عد للوراء, هناك افعى كبيرة تريد التهامك” صرخت به,ولكنه كان اقوى منها حيث اصبح يدفعها معه نحو الافعى..
:” انهن حسناوات جدا!!”.
:” انهن يستدرجنك… لا بد انه سحر الكهف!!” صرخت به بغضب, ولكن لا حياة لمن تنادي…
:” حسنا… رغبت بفعل هذا منذ وقت طويل”. قالت وهي تفلت قبضتيها عن صدره لتقف امامه.
” فيسماتوس بوشينوس” صرخت بتلك التعويذة.
اندفعت موجة طاقة كبيرة جدا من يديها اللتين فتحتهما مشيرة براحتيها نحو جاك… خرج حقل الطاقة باندفاع كبير ليدفع بجسد جاك بكل قوة ليرتطم بالجدار الذي خلفه ليسقط ارضا وهو يتأوه بألم!!!!
نهضت وهو يلمس ظهره ويقطب وجهه بعبوس, نظر خلف اماني ليرى افعى كبيرة جدا من وراءها..
:” اللعنة!!!!! هناك افعى خلفك يا فتاة”!! قال وهو يشير خلفها.
:” هذا جيد انك ترى.. هذه الافعى لم تخفني بقدرك ايها الاحمق!” تجعد جبينها بغيظ ” جيد انك عدت لصوابك”.
تابعت السير ليلحق بها وهو يرمق الافعى نظرات مرتعبة.
….
عند انوار وريكو وليام:
ابتعدا عن بعضهما.. نظرات الاحراج في عيونهما..
تنحنت ريكو وهي تسير لتعود حيث انوار.. تشكر الله انها لم ترى هذا!
لحق بها ليام وبقلبه سعادة عارمة لما حدث للتو…. انه فعلا يعشق هذه الفتاة ويرغب ان يمضي حياته معها للأبد!! كل شيء بجانبها يبدوا صائبا جدا…
تابعوا السير حتى وصلوا لعين ماء, تخرج الماء من الجدار لتصب في حفرة صغيرة…. ويا لها من مياه عجيبة غريبة!!
:”واو” همسوا بدهشة وهم يحدقون بالسحر اللذي من امامهم!!
المياه تصب في هذه الحفرة فقط… كم عمقها حتى تستوعب كل ذلك الكم من المياه في تلك الحفرة الصغيرة؟؟؟
توهجت قلادة انوار بكل قوتها…. ليتوهج شيء ما في قلب المياه النقية…
:” واخيرا… كم يسرني مقابلتك!!” ابتسمت انوار ابتسامة جانبية وهي تعانق القلادة بكفها.
:” يجب ان نحضر اماني وجاك” قالت ريكو..
:”لنحضرهم بالسحر الى هنا.. لا نستطيع ان ننتظر كل ذلك الوقت” ابتسمت انوار وهي تترقب الحصول على العنصر بفارغ الصبر…
تمتمت كلمات سحرية ليتوهج نور ما بجانبها…
….
اماني وجاك:
كانا يسيران بهدوء وسلام, اماني لم تعلق على ما حدث قبل لحظات فقط التزمت الصمت طوال رحلة السير لأعماق الكهف حيث المجهول…
سرعان ما خرج ضوء قوي لفها هي وجاك ليسحبهما بداخله مما جعلهما يصرخان بفزع….
انطفئ النور لتنظر من حولها…
:” انوار!! هل وجدتي العنصر؟؟” صرخت اماني بعيون متسعة.
:” خلفك تماما” اشارت انوار حيث العنصر.
وقعت عين اماني وجاك على نبعة الماء الصغيرة المتوهجة..
:”واخيرا… يا لسعادتي” تنهدت اماني بسعادة غامرة.
سارت انوار حيث نبع الماء.. ما كادت تمد يدها… حتى تصاعدت كتلة النور لتستقر في راحتها تعانقها بكل دفئ وحنان..
اندثر النور وانطفئ ليظهر حجر غريب الشكل غير متوازي الاطراف.. شفاف وبداخله يحتوي مشاعر غريبة.. وكأنه يعانق جميع الحيوات البحرية ليحتويها بداخله بكل سحر وجاذبية…
tumblr_mwlj35wfrg1qmgcijo3_500
:” واو.. كم هو جميل… وكأنه اعماق محيط بأكمله” قالت ريكو وهي تحدق بعنصر الماء.
:” كم اشعر وكأنه عبئ ثقل قد نزل عن اكتافي” قالت انوار وهي تحمل الحجر..
:” ماذا الان؟؟” تسائل جاك.
:”الان.. رحلة العودة ستكون لكم” ابتسمت اماني وهي تنظر لهم.
:” هل ستتركيننا لهؤلاء المحليين؟؟؟؟ سيلتهموننا احياء حالما تغادرون!!!!!” صرخ جاك بفزع.
:” لا… سنخرج معا, القي بعض التحذيرات… ثم سنرحل, جدوا كنزكم وعودوا الى موطنكم” ابتسمت اماني بثقة.
…..
خرجوا من الكهف.. قفزوا في الشلال ليستقروا بقلب الماء..
الشمس توشك على المغيب بالفعل.. لم يعرفوا ان الرحلة السحرية قد استغرقتهم كل ذلك الوقت!
وقفوا امام الجميع بابتسامة عريضة.
:” هل وجدتموه؟” تسائل احدى البحارة.
:” بالطبع… واخيرا” ابتسم ليام له.
:” والان؟؟” قال بحار اخر…
:” هنا رحلتنا تنتهي” ابتسمت له انوار.
:”حقا؟؟ الى اين ستذهبون؟؟” تسائل رجل اخر.
:” الى حيث ننتمي… او ربما, سنذهب لنساعد صديقاتنا اللواتي يحتجننا”. هزت اماني بابتسامة عريضة.
:”سأشتاق لكما” قالت ريكو وهي تعانق انوار بثبات والدموع تنهمر من عيونها.
:” وانا ايضا” عانقتها انوار بثبات.
عانقت ريكو اماني بثبات وهي لا تستطيع كتم دموعها.
:” لقد… كانت مغامرة رائعة” ابتسم جاك للفتاتين.
:” سأشتاق لك ايها الاحمق جاك” قالت انوار وهي تركض له لتعانقه بثبات.. لقد كانت رحلة مشوقة برفقته.. بالنهاية هو من ساعدهما للوصول الى هنا.
:” وانتي ايتها الصغيرة” قال جاك بعد فك العناق.
:” لن اشتاق لك” اخرجت اماني لسانها له.. ولكن سرعان ما اجتاحتها تلك المشاعر… مرت رحلتها برفقته الى هنا امام عيونها كشريط فيلم قصير.. لقد كان… لقد كان كل شيء اسهل بقربه!! لقد كان ممتعا ومحفزا.. التحدي, الشتائم… كل شيء!! لقد كانت رحلة مختلفة عن رحلاتها السابقة واكثر غرابة وحماس.
جاك بملامح الخيبة:” ولا حتى قليلا؟؟؟؟”.
:” حسنا… ربما…. قليلا.. بالنهاية لولاك لما وصلنا” احتقنت الدموع بعيونها..
اقتربت منه, عانقته بثبات… ثم قبلت وجنته مما جعل عيونه تتسع..
:” لا تلمسيني ايتها المنحرفة” قلدها وهي تأمره كل مرة الا يلمسها ثم ضحك عليها.
:” توقف.. لا مزيد من الشجارات” لكمت كتفه بخفة من بين دموعها.
:” حسنا… لقد كانت صحبتكما رائعة” ابتسم ليام.
عانقته اماني بثبات.. ثم عانقته انوار..
:”اعتني بريكو… انها فتاة رائعة حقا” ابتسمت له انوار وهي تهمس له, ولكن ذلك لم يمنع ريكو من سماعها… مما جعلها تبتسم بخجل.
:” كيف سنخرج من هنا؟؟” تسائلت اماني..
لم تلبث لحظات حتى توهج نور قوي خطف انتباه الجميع… انطفئ النور ليخرج من خلال رجل قصير القامة ابيض الذقن الطويل والملابس..
:” انت!!” قالت انوار بدهشة..
:” عنصر اخر” ابتسم لهما الرجل..
:”ماذا تقصد؟؟ هل حصلت الفتيات على العناصر؟؟” سألته اماني باهتمام.
:” فقط سونا وسلام… نقلتهما لمساعدة سمر وساندرا… انا فخور بكما, لا بد انها لم تكن رحلة سهلة!” ابتسم بوقار.
:” لا يمكنك تخيل كم كانت صعبة” ابتسمت انوار.
:” العنصر..” مد يده لأنورا… كيف له ان يكون عليما لدرجة انه يعرف انه مع انوار؟َ!
سلمته انوار العنصر وهي تبتسم.. وضعه في جيبه مبتسما لهما..
:” الان.. المنزل ام الى مكان اخر؟؟” تسائل حامي العناصر.
:” بما ان سونا وسلام عند سمر وساندرا… سنذهب لمساندة رحمة وحنين” قالت له اماني بثقة.
:” هذا ما توقعته..” اومئ لهن بهدوء..
:” ولكن كلمة اخيرة” قالت اماني وهي تنظر للمحليين.
:” ستساعدون اصدقائنا في رحلتهم على هذه الجزيرة… لن تؤذوهم بأي شكل من الاشكال… وستدعوهم يغادرون الجزيرة بسلام دون ان يتأذى اي واحد منهم… انتم تعلمون ان لدي قوة خارقة… ان حدث وتأذى احدهم ساعرف.. حينها ساسفك هذه الجبال واسحقكم كالحشرات… هل فهمتهم؟؟؟” قالت اماني وهي تمثل الغضب والجبروت.
اومئ المحلييون لها بخوف وفزع..
ابتسمت اماني وانوار, وداع اخير…. ثم اختفوا كالسراب بين ضوء قوي هما والرجل…
:” رحلة العودة ستكون مشوقة” قال ليام وهو يلف ذراعه حول خصر ريكو التي لم تعارض وابتسمت له بخجل.
:” يا رجال….. الى الكنز!!!” صرخ جاك بحماسة وهو يحاول اخفاء حزنه على فراق الفتاتين.. لقد امضوا وقتا جيدا معا, وها هو يشتاق اليهما سلفا!
ها هي رحلة اماني وانوار تنتهي واخيرا… ولكن خطوة اخيرة نحو حنين ورحمة للمساندة…
وكم كانت رحلتهما مشوقة, وكم كسبوا اصدقاءا جدد..
ريكو… جاك…. ليام…
سيشتاقون لهم كثيرا!!
9a383b38b446277c03bcbeeea174151b
بارت طوييييييييل
قعدت فترة طويييلة وانا بكتب فيه لهيك تاخرت 🙂
اتمنى يعجبكم
وهيك بتكون خلصت رحلة اماني وانوار
اي اسئلة؟؟؟؟ اي توقعااات؟؟؟ 
ابهروني 🙂 

16 تعليقات على “{T.H.B.C 4: The Elements {Part 20

  1. وااااااااااو اونيي 😍😍😍😍😍😢 البارت كان اكتر من رو😳😳😳😳😍😍😍😘😘😘عة كان كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير يجنن 😍😍😍😍
    حبيته كتيييييييييييييييييييير حبيت مغامرتهن وكيف صارة ريكو وليام لبعض اوني ريكو افرحي دونغهي طلع الك بالنهاية 😂😂😂 متشوقة لاشوف كيف نهاية مغامرة ساندرا وسمر اوني عن جد بارت يستحق احذ لقب اجمل بارت بالرواية ومع اماني وجاك كاان كتيييييييييييييييييير حلو 😍😍 عن جد اوني البارت حلو والي كيفت علي انه طويل 😄 عن جد كتير طويل شكلك تعبتي في كتير بس برضو كان يجننن 😍 للاسف ما في اي توقعات بس مجرد اسئلة عالقة بعقلي 😂😂
    شو رح تكون ردة فعل سونا وسلام لما يشوفو الي صار مع ساندرا وسمر ؟
    كيف رح تنتهي مغامرة ساندرا وسمر ؟ وشو رح يصير معهن بعد ذهاب سونا وسلام لمساعدتهن ؟
    كيف رح يكون شكل العنصر ؟ يا رب يكون حلو زي هاد 😂
    كيف رح تكون ردة فعل رحمة وحنين لما يشوفو اماني وانوار ؟
    كيف رح يساعدوهن وشو رح يصير بالضبط ؟
    والمزيد والمزيد من الاسئلة العالقة بعقلي بهاد الوقت !
    واوني انتي درستي تاريخ خصوصي لهاد البارت ولاكمن بارتات جايات صح ؟ 😂😂😂 مافي حاجة تجاوبي لانه كتير نبين لاني اخدت وقت لاعرف فينوس اله الحب والجمال ! بس اليارت كتير كتير كتير حلو حبيته كتييييير يعني انا هلأ قاعدة بثرثر ومو قادرة اوصف الشعور الي جواتي بسبب جمال هاد البارت 😂 اوني انا بانتظار البارت الجاي ع احر من البركان الغليان 🌋😂
    سارانغيو 😳😍🙆 وفايتينغ ✊😘

    • حبيبتي مجووودةةة ما في رواية بتمر علي الا ما بدرسلها.. والحمدلله بجميع المجالات صرت دارسة.. خصوصصاااااا المواصلات والمدن والقرى والشوارع والمحافظات خصوصا بروايتي الجديدة ههههههههههههههههههه
      وما قصرت لا تاريخ ولا بطيخ ههههههه
      ما في شي بساااهل :*
      حبيت انو البااارت عجبكككك

      • 😂😂😂😂😂 مادام هيك انا بانتظار الرواية الجديدة ع احر من البركان الغليان 🌋😂 ومتحمسة للرواية الجديدة اكتر من قبل 😍 هلأ عرفت ليش رواياتك الها طابع مميز .. طبعا كل رواية الها طابع مميز بهاي المدونة بس رواياتك ابصر كيف بحس الطابع تبعها ; بحسه مميز كثير 💎وبالنسبة للبارت الجاي بانتظاره ع احر من البركان الغليان 🌋😂 وبعد الايام والساعات عشان اشوف البارت الجاي 💜😂
        سارانغيو 😳😍🙆 وفايتينغ اوني ✊😘

  2. اوني البارت الطويل احلا
    بصراحه انا وعم بقره النهايه بكيت انا بكره الوداع كتير
    رحلت البنات كانت كتير حلوه وتجنن متلك (انتي بتجنني)
    واتمنى البارت الجاي يكون حلو وطويل مثل هذا

  3. فايتنغ لبارت الجاي
    😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

  4. البارت فعلا اروع ما يكون
    عشت معاهم مغامرتهم لحظة بلحظة
    متحمسة للبارت الجاي كتير كتير بانتظارك
    شكرا

  5. بارت الصراحة بيحنن ما لقيت كلمات بتوصفو مع أنو أنا ما بعرف
    أعلق كثير بس حاولت كثيير حلو حبيبتي روووعة الله يوفقك حبيبتي

  6. وااااااااو بارت رائع وطويل😍😍😍 كل شي كان بيرفكت جد حبيت كل البارت وياليت كل يوم بارت طويل》برا
    حبيت علاقه ريكو وليام والمواقف مع المحليين 😂😂😂😂😂😂😂عن جد خافوا بالتوفيق سونا اوني💓بانتظار بارت ساندرا وسمر وابي تصير مواقف مع الملكه استر اتوقع تاج او جوهره عندها هو العنصر》لين اليوم ولا توقع ضبط😂 المهم بانتظارك ولا تتاخري علينا اي لاف يو سونا😘

  7. الله شيء جميييييييييييييل دا البارت مررررررره خرافي صراحه جدا
    اذهلني امور غير متوقعه و ايضا احداث جميلة و متنوعه و تعب باين في البارت الله يعطيكي العافيه اوني على مجهوداتك وواصلي وانا من داعميك دائما ان شاء الله
    و انتظر بفارغ الصبر البارت القادم منكي و كيف راح تكون احداثه
    عندي ضعغوطات ولا كان تعمقت بالرد على كمية السعاده وانا اقراء البارت و ايش كثر عشت الجو
    فايتين أوني
    سارنهيو

  8. واو واو واو
    OMG
    هالبارت مرة رووووووووووووووووعة
    شو هالإبداع شو هالأحداث شو هالمغامرة
    ماشاء الله
    دائما الانتظار الطويل لكل بارت يكون له نتيجة
    ●حماسي هالبارت رومانسي، وممتع ،وأهم شيء إنه طويل
    ياااااااااااااااااااااااااااااي 🙂

    شكرا شكرا شكرا سونا
    بانتظار الرحلة القادمة
    سﻻم وساندرا صح ؟

    بالتوفبيييييببيييييييييييق

  9. ااااااااا😍😍😍
    ماهذا الابداع👌
    اوني انا بصراحه عجزت عن وصف روايتك
    انتي حقاً كاتبه حقيقيه طريقتك بسرد جعلتني ادخل جو الروايه وانسى ماحول تابعي وتابعي ولا تتوقفي
    انتي راح تكوني للأفضل احبك انتي ورواياتك طبعاً قريت جميع اجزاء الروايه وكانت افضل من المتوقع
    كومايو اوني فااااتينغ وانا احب سوبر جونيور وخاصه دونغهي اوباء سارنهي دونغهي اوبا

أضف تعليق