My Diary – PART 24

My Diary

لم أنتظر طويلا فأسرعت إلى غرفتي و قد أغلقت المكالمة مباشرة دون حتى أن أطلب أي تفسير من آرا حول ما حصل.
دخلت الغرفة و بدأت أبحث و أبحث “علي أن أجد جواز سفري و أذهب إليه حتى أستعيد إبنتي. لن أسمح له أبدا أن يأخذها مني”
رغم بحثي المكثف في كل مكان و ركن من الغرفة و لكنني لم أجده “مستحيل، لن يفعلها.. ﻻ يمكنه أن يفعلها” هززت رأسي مرات عديدة متتالية ثم أسرعت إلى غرفة سارا، غرفة المعيشة حتى المطبخ و الحمام، أملي الوحيد كان أن أكون قد أسأت الظن به و هو لم يأخذ جواز سفري معه.. و لكن في اﻷخير، ذلك الظن تحول إلى يقين.
وقفت مكاني و لم أعد أقدر على الحركة ثم بدأت رجلي ترتعشان فسقطت جالسة على اﻷرض فاقدة كل قوايا.
“كيف تفعل بي هذا كيوهيون؟! بأي حق تأخذ مني إبنتي؟! ألم يكن يكفيني كل ما عشته بسببك؟! ألم يكن يكفيك كل ذلك الحزن الذي سببته لي؟! لتأخذ مني… لتأخذ مني بريق اﻷمل الوحيد الذي بقي لي.. إبنتي!”
لم أنتظر أكثر فأخذت مفاتيح سيارتي و خرجت مباشرة. علي أن أجد حلا لهذا. علي أن أجد جواز سفري و ألحق به.
بعد 10 دقائق تقريبا كنت قد وصلت إلى وجهتي بما أن الطرقات كانت خالية و لم يكن هناك أزمة سير في تلك اﻷثناء.
كانت اﻷمطار تهطل بغزارة حينها و لكنني لم أهتم لذلك فركنت سيارتي و خرجت تحت اﻷمطار بإتجاه البناية.
أخذت أطرق على الباب و أرن على الجرس دون توقف إلى أن فتح الباب أمامي.
“مريم؟! ماذا بك؟! لماذا جئتي بهذا الوقت؟!” إنهالت علي آرا باﻷسئلة وهي مستغربة.
نظرت إليها بعينين ذابلتين و لم أقل شيئا فسألتني بقلق: “مريم، هل أنتي بخير؟”
هززت رأسي بضعف فأمسكتني آرا عند أكتافي و أدخلتني إلى الداخل.
سحبتني في البداية إلى الحمام و قالت “اﻵن عليك أن تستحمي بالماء الدافئ كي ﻻ تمرضي بسبب ملابسك المبللة بالمطر و أنا سأعيرك بعضا من ملابسي و لنتحدث بعد ذلك، يجب أن أعرف ماذا أصابك لتأتي إلى هنا بهذه الساعة من الليل.”
أومأت رأسي بضعف ‘نعم، هي محقة.. إن كنت أريد أن أستعيد إبنتي، فلا يجب أن أمرض أبدا’
تركتني آرا و أغلقت الباب وراءها. دخلت الحوض بكامل ملابسي.
في الواقع، لم أكن في وعيي تماما لذلك لم أقم بخلع ملابسي. بقيت هكذا لدقائق جالسة وسط الحوض و المياه تتهاطل علي كاﻷمطار لتختلط بدموعي التي لم تكن تتوقف فيصبح من الصعب التفريق بينهم.
بعد ذلك و ما إن إستعدت وعيي قليلا، خرجت من الحوض عندما شعرت ببعض الدفء. إرتديت الملابس التي أعرتني إياهم آرا ثم خرجت من الحمام ﻷجدها عند الباب تمشي جيئة و ذهاب في إنتظاري.
“هل أصبحتي أفضل اﻵن؟” سألتني ببعض القلق ما إن رأتني.
“نعم” أجبتها بإختصار.
فأمسكتني من يدي و سحبتني إلى غرفتها أين جلسنا هناك.
“ألن تخبريني اﻵن ماذا حصل معك و لماذا زهرتي هكذا و بهذا التوقيت؟” سألتني هي مطالبة بتفسير و لكنني لم أهتم بأسئلتها و أخذت أسألها بدوري “هل أتى كيوهيون إلى هنا قبل أن يسافر؟”
“ماذا؟ مالذي تقصدينه؟” سألتني بإستغراب هذه المرة. و لكنني تركتها و خرجت من غرفتها متجهة مباشرة إلى غرفة كيوهيون أين أخذت أبحث في كل مكان و ركن عن جواز سفري، لم أترك درجا أو خزانة لم أبحث فيها عنه. لحقت بي آرا وهي مستغربة “مريم، ماذا بك؟ ماذا حصل؟ لماذا تفعلين هذا؟”
بدأت أفقد أعصابي شيئا فشيئا ﻷنني لم أجد ما كنت أبحث عنه ما جعلني أبعثر و أرمي كل ما كان أمامي بحالة هستيرية إلى أن لم أعد أملك أي قوة ﻷقف على رجلي فسقطت على اﻷرض في مكاني و بدأت أبكي بصوت عال.
في البداية، كانت آرا تقف مصدومة من أفعالي و من ثم أسرعت إلي و نزلت إلى مستواي ثم إحتضنتني بقوة و إحكام و بدأت تربت علي محاولة التخفيف عني.
“مريم، ماذا بك؟ أرجوك أخبريني ماذا حصل لك” قالت بصوت حنون.
“كيوهيون… كيوهيون أخذ مني إبنتي… لقد أخذها بعيدا عني..” أجبتها بصوت أجش مرتعش.
إبتعدت عني قليلا و قالت بصوت عال من الصدمة “ماذا؟!! كيف ذلك؟!!”
قامت آرا بمساعدتي حتى أهدأ في بداية اﻷمر ثم جلسنا في هدوء و أخبرتها عن كل ما حصل و كيف أنني كنت قد طلبت منه أن يعتني بها لبعض ساعات و لكنه أخذها و سافر بها بعيدا عني دون إستشارتي. و أيضا كيف أنه قد أخذ مني جواز سفري كي ﻻ أذهب إلى أي مكان.
“ماذا؟ لماذا يفعل هذا؟ أعتقد أنه قد جن فعلا”
“ﻻ أعرف إن كان قد جن فعلا أم ﻻ و لكنني لن أسامحه أبدا على هذا!! أبدا!!” قلت بكل صرامة و إصرار بينما كنت أمسح دموعي بكف يدي.
بعد ساعات طويلة من الحديث الذي خفف عني قليلا بدأت الشمس تضيء اﻷرض بنورها.
طبطبت علي آرا و قالت “يجب أن تنامي قليلا اﻵن فيبدو أنك متعبة جدا.”
“ﻻ رغبة لي في النوم. لن أستطيع ذلك إﻻ إذا رأيت رأيت إبنتي.” أجبتها بصوت ضعيف.
“بلا و غدا سنكمل حديثنا و نحاول اﻹتصال بكيوهيون.”
أصرت علي فلم أكن ﻷجد مفرا لذلك فوافقت ثم إبتسمت إليها بضعف و قلت “أنا آسفة آرا ﻷنني أزعجتك في هذه الساعة المتأخرة”
“ﻻ عليك. أنت تعلمين أنني دائما إلى جانبك” قالت بإبتسامة عريضة.
إبتسمت لها ثانية ثم خطر على بالي سؤال حيرني “بالمناسبة، أين هما والداك؟ لم أراهما”
“آه.. ﻷنهما مسافران و سيعودان بعد أسبوعين.” أجابتني فأومأت متفهمة ثم أكملت آرا قائلة “سأتركك اﻵن حتى تنامي هنا في غرفة كيوهيون و عندما ستستيقظين بإمكاننا مواصلة حديثنا. تصبحين على خير.”
“نعم. تصبحين على خير.”
غادرت آرا الغرفة عائدة إلى غرفتها. فإستلقيت أنا على السرير و على عكس ما كنت أظنه فإنني ما إن وضعت رأسي على الوسادة حتى كنت قد غطيت في نوم عميق و أنا أستنشق عطره المألوف لدي وقد كان منبعثا من الوسادة. ﻻ أعلم كيف ذلك و لكنني لوهلة كنت قد شعرت بالراحة حينها و كأنني كنت بين أحضانه. رغم كرهي الشديد له حاليا، إﻻ أنني ﻻ أنكر أنني دائما أفقد كل سيطرتي و قدرتي على التحكم عندما أشعر به.
بعد ساعات طويلة من النوم إستيقظت و قد كان حينها منتصف النهار، فإقترحت علي آرا أن نخرج للأكل بأحد المطاعم و رغم أنني كنت رافضة ذلك ﻷنني كنت منزعجة إﻻ أنني لم أستطع مقاومة إصرارها فإنتهى بي اﻵمر بالموافقة.
ما إن وصلنا إلى المطعم، حتى جلسنا بأحد الطاوﻻت المطلة على الشارع.
و بينما كنا في إنتظار وصول طلبنا، ﻻمحت من الشارع شخصا مألوفا يلوح بيده ناحيتنا أو باﻷحرى كانت تلوح ﻵرا. ما ﻷن تفطنت لها هذه اﻷخيرة حتى نظرت إلي بأسف ثم قالت بتردد “إنها.. إنها سولجي.. سوف أذهب و أكلمها من الخارج حتى ﻻ تأتي إلى هنا فتزعجك أكثر بوجودها، سأذهب و أعود حاﻻ.”
أومأت و أنا أبتسم بضعف فذهبت آرا تاركة إياي وحدي و قد عادت لتسيطر علي أفكاري.
نعم إنها سولجي. سولجي، سبب تعاستي و أيضا السبب الحقيقي و الرئيسي ﻹنفصالي أنا و كيوهيون.
إلى هذا اليوم، مازالت كلماته ﻻ تفارقني “لن أسمح لك أبدا أن تعيشي معه بسعادة بعد أن أخذته مني!.. أبدا!!”

*عودة إلى الماضي*

بدأت أفتح عيني بصعوبة شيئا فشيئا حتى أخذت تتضح الرؤية أمامي بعد أن كانت ضبابية تماما من لحظات.
نظرت من حولي ﻷجد نفسي في مكان غريب و مستلقية على سرير غريب.
حاولت الحركة و النهوض و لكن ألما شديدا بكل جسدي و خاصة ظهري منعني من ذلك. رغم هذا لم أستسلم و قاومت اﻷلم إلى أن جلست مستقيمة.
فجأة، تفاجأت بشابة في زي ممرضة تدخل علي مسرعة. حينها فقط تذكرت الحادث و إستنتجت أنني بالمستشفى.
‘نعم لقد وقع لنا حادث أنا و كيوهيون البارحة ليلا. بالحديث عن كيونا، أين هو اﻵن؟ ماذا أصابه يا ترى؟ هل كان قد تأذى كثيرا بسبب الحادث’ بدأت أتساءل بيني و بين نفسي و قد إنتابني خوف و قلق عليه.
إقتربت مني الممرضة و بدأت تسألني “كيف تشعرين؟ هل تتذكرين ما حصل؟ سأستدعي الطبيب لك حاﻻ”
كانت تهم بالخروج و لكنني أوقفتها أسألها بقلق “كيوهيون.. كيوهيون.. كيف حاله؟ أين هو؟ هل هو بخير؟ هل أصابه مكروه بسبب الحادث؟ أرجوك أخبريني” رغم أنني كنت أتكلم بصوت ضعيف و خافت إﻻ أنها كانت قد فهمت قصدي فأجابتني مباشرة “ﻻ تقلقي. هو بخير و قد غادر المستشفى منذ ثلاثة أيام. هو كان فقط قد أصيب ببعض الجروح السطحية البسيطة.”
“ماذا؟ ثلاثة أيام؟!! كيف ذلك؟! ألم يكن الحادث الليلة الماضية؟!” أخذت آسألها دون توقف فنظرت إلي مستغربة “الحادث كان منذ أربعة أيام و أنت كنت في حالة غيبوبة منذ ذلك الوقت بسبب إصابتك.”
“ماذا؟” سألتها ثانية و أنا ﻻ أفهم حقا ماذا حصل.
“سأستدعي الطبيب المباشر لحالتك حتى يأتي ليفحصك و يوضح لك كل شيء.” قالت لي ثم غادرت الغرفة.
وصل الطبيب و أوضح لي كل ما حصل بالتفصيل بخصوص حالتي الصحية كما لم ينسى أن يطمئنني على كيوهيون.
بعد ساعة تقريبا و بينما كنت مستلقية و شاردة بأفكاري، تفاجأت بباب الغرفة يفتح ليدخل كيوهيون مسرعا و يتجه نحوي ثم إحتضنني بقوة ما تسبب لي بالوجع في كل جسدي.
تأوهت من اﻷلم فإبتعد عني قليلا و نظر إلي بقلق “ماذا؟ هل تشعرين باﻷلم؟ هل أطلب لك الطبيب؟”
“ﻻ إتصل بالشرطة و أخبرهم أن أحدهم إحتضنني بقوة فآلمني و كاد يقطع أنفاسي” قلت ممازحة فنظر إلي مستغربا و لم يفهم قصدي “ماذا؟”
بدأت أضحك على مظهره و نظراته كيف كان ينظر إلي ففهم حينها أنني كنت قد أمزح معه.
بقينا أنا و كيوهيون طيلة المساء نتحدث و أخبرني خلالها بكل ما حصل في المدة التي كنت غائبة فيها. و كيف أن الجميع كانوا قلقين بشأني و خاصة عائلتي.
حل الليل بعد ذلك و رغم أن الطبيب كان قد طلب منه الرحيل إﻻ أنني أصريت عليه أن يبقى إلى جانبي و ﻷن الطبيب كان رافضا لذلك، إضطر كيوهيون إلى اﻹختباء في كل مرة كانت تأتي فيها الممرضة للأطمئنان علي. مظهره وهو يقفز من السرير و يسرع للإختباء كان مضحكا جدا و لكنني كنت أحاول بصعوبة كبت ضحكي أمام الممرضة حتى ﻻ تتفطن للأمر. حسنا هذا ما كنا نعتقده و لكننا مع مرور اﻷيام إتضح أن الممرضة كانت تعلم بكل شيء و لكنها كانت تتغاضى عن اﻷمر.

مع مرور اﻷيام، بدأت أشعر بالملل من تواجدي في المستشفى ﻻ أغادره و رغم أن العديد من اﻷشخاص من اﻷقارب و اﻷصدقاء أتووا لزيارتي و كيوهيون الذي كان يزورني كل ما سنحت له الفرصة و يأتي ليقضي الليلة معي يوميا إﻻ أنني لم أعد أتحمل الحصرة في غرفة مغلقة.
و لذلك في صباح أحد اﻷيام و عندما أتى الطبيب ليطمئن علي، صارحته برغبتي في المغادرة. و رغم رفضه في البداية بحجة التمارين الفيزيولوجية التي علي القيام بها ليتحسن وضع ظهري الذي كان قد تضرر بسبب الحادث، و لكنني أصريت عليه إلى أن وافق. و ما إن غادر الغرفة حتى إتصلت بكيوهيون و أخبرته بذلك و أنا في سعادة كبرى.
في آخر المساء و مع بداية غروب الشمس، أتى كيوهيون إلى المستشفى ليصطحبني و نعود معا إلى منزلنا.
فتح لي باب الشقة و إبتعد قليلا ليفسح لي المجال للدخول.
توجهت مباشرة إلى غرفة المعيشة و جلست هناك. لم أنتبه إلى كيوهيون الذي إختفى للحظات ثم جاء لعندي و جلس إلى جانبي.
“لقد إشتقت كثيرا إلى هذا المكان” قلت مبتسمة له. فعبس و قال بدوره “إشتقتي إلى منزلنا و لم تشتاقي إلي؟! أﻻ تعلمين أن المكان بدوني يكون بلا روح”
ضحكت قليلا فشعرت ببعض اﻷلم.
نظر إلي كيوهيون بقلق “هل تشعرين باﻷلم؟ هل أطلب لك الطبيب؟”
هززت رأسي “أنا بخير.. فقط أشعر ببعض اﻷلم كلما ضحكت كثيرا”
أمسكني كيوهيون من يدي و قال “تعالي معي..”
“إلى أين؟” سألته بفضول.
“يجب أن ترتاحي. أنتي مازلتي مريضة و يجب أن ﻻ تتعبي نفسك”
جعلني أقف ببطء ثم سحبني إلى الغرفة. جلست على السرير فهم هو بالمغادرة.
ناديت عليه و أوقفته “كيونا، إلى أين تذهب؟”
إلتفت لي مبتسما و قال “سأعود حاﻻ. كنت قد أعددت لك مفاجأة و لكن على ما أرى لن تستطيعي الذهاب إليها و لذلك سآتيك بها.”
“مفاجأة؟” سألت مستغربة.
“إنتظري قليلا. سأعود حاﻻ” قال ثم غادر.
عاد بعد وقت قصير وهو يجر أمامه الطاولة المتحركة عليها كل أصناف الطعام الذي أحبه و تتوسطها شمعتان تنير اﻷجواء.
بقيت أنظر إليه مستغربة “ماهذا؟”
“إنها المفاجأة.. كان من المفروض أن يكون عشاء على أضواء الشموع في غرفة الطعام. و لكن بما أنك في حاجة إلى الراحة، جئت به إلى حد عندك”
أوقف الطاولة أمامي ثم جلس بجانبي و أمسك بيدي.
“ﻻ تعلمين كم أنني كنت خائفا أن أخسرك.” قال وهو ينظر في عيني بكل عمق.
“حقا؟” سألته و أنا أبحث عن اﻹجابة في عينيه.
“أنا مستعد للموت ﻷجلك”
“لكن أنا أريدك أن تبقى معي دائما. بماذا سأستفيد إن أصابك سوء أو إبتعدت عني”
إحتضنني بلطف و همس في أذني “لن أبتعد عنك أبدا ﻷنني ﻻ أستطيع العيش بدونك”
توقف عن إحتضاني و نظر إلى عيني “أنا أحبك” إقترب مني و كان يريد أن يقبلني و لكنني و ﻷوقفه أشحت نظري عنه بإبتسامة صغيرة و نظرت إلى طاولة اﻷطعمة التي كانت أمامي.
“أنا جائعة. لنبدأ اﻷكل قبل أن يبرد الطعام”
إبتسم هو أيضا “أنت محقة. لنأكل اﻵن”
كانت سهرة جميلة جدا إستمتعنا فيها بتناول الطعام و تحدثنا بأمور عديدة لم تخلو من المزاح و الضحك.

كانت اﻷيام تمر بسلاسة و لكنني كنت أشعر بالملل من قضاء كامل اليوم في المنزل ﻻ أغادره إﻻ للذهاب إلى التمارين و زيارة الطبيب. كذلك كيوهيون أصبح مشغولا كثيرا و لم يعد يجد الوقت الكافي للبقاء معي.

في أحد الليالي و بينما أنا أنتظر عودة كيوهيون، قررت اﻹبحار على الإنترنات و معرفة ما حصل خلال اﻷيام التي قضيتها في المستشفى.
أثناء بحثي، وجدت مقالا يحمل عنوان ‘كيوهيون يلتقي بحبيبته السابقة أثناء تواجد زوجته في المستشفى’ … ﻻ أخفي عليكم أن الخبر قد صدمني و رغم أنني أثق في كيوهيون ثقة عمياء و أعرف جيدا أنه لن يفعل أبدا شيئا كهذا عمدا إﻻ أنني ﻻ أنكر أنني خلال قراءة المقال و رؤية الصور، شعرت بإنزعاج كبير. فأسرعت و أغلقت الصفحة و أنا أهز رأسي و أتمتم بيني و بين نفسي ‘ﻻ، هذا مستحيل. أنا أعرف كيوهيون جيدا وهو لن يفعل شيئا كهذا. هم فقط يحاولون خلق ضجة و إستقطاب المتابعين. نعم، مريم. ﻻ تصدقي كلامهم. هكذا هم الببارتزي و سيبقون دائما هكذا’ كنت أحاول جاهدة إقناع نفسي بهذا الكلام و لكن.. شيء ما بداخلي كان يقلقني و يبعث في الريبة بخصوص هذا اﻷمر.
حاولت تغيير أفكاري ففتحت مقالا آخر تحدث عن الحادث بشكل عام. نزلت مباشرة أسفل الصفحة ﻷعرف تعليقات المعجبين. كنت سعيدة جدا بالتعاليق اﻷولى التي كنت قد قرأتهم بسهولة و قد كتبوا باﻹنجليزية و حيث عبر المعجبون عن تمنيهم لي بالشفاء. و لكن بعد ذلك كل التعاليق كانت مكتوبة بالهانغول، إنتابني الفضول لمعرفة ماذا كانوا يقولونه و لكن و بما أنني ﻻ أعرف قراءة تلك اﻷحرف، قررت نقلها إلى برنامج الترجمة و اﻹطلاع عليها. و بينما أنا أقوم بذلك، سمعت باب المنزل يفتح فتركت كل ما بيدي و خرجت من الغرفة متجهة إلى عند المدخل.
ما إن رأيته حتى إبتسمت و قلت “مرحبا”
نظر إلي مبتسما و قال “مرحبا.” ثم تقدم مني و وضع قبلة على جبهتي.
“هل تناولت عشاءك؟” سألته ببساطة و لكنني تفاجأت بإرتباكه الذي كان واضحا جدا على ملامحه.
“نعم.. لقد.. لقد ذهبت للعشاء أنا و.. أنا و دونغهي و أونهيوك.. نعم لقد كنت معهما منذ قليل” توقف قليلا و قد ﻻحظت أنه أخذ نفسا عميقا و كأنه تحرر من سجنه ثم سألني بدوره “و أنتي؟ هل تناولت طعامك و أخذت أدويتك؟”
‘ﻻ، لقد كنت في إنتظارك حتى نتناول الطعام معا مثل ما كنا في السابق’ ذلك كان ما كنت أريد أن أقوله له و الذي كان الواقع و لكن.. “نعم، لقد تناولت طعامي، كنت سأنتظرك و لكنني لم أتحمل الجوع أكثر. و لكن لحسن الحظ أنك أنت أيضا قد تناولت طعامك”
سارعت بقول كذبة صغيرة ثم عدت إلى الغرفة خائبة اﻷمل ‘الليلة أيضا كنت قد إنتظرته بلا جدوى فقد تناول طعامه خارجا ككل مرة’
لحق بي كيوهيون و جلس إلى جانبي قائلا “أعتذر ﻷنني لم أعد أقضي الوقت معك في هذه اﻵونة اﻷخيرة ﻷنني كنت مشغولا جدا”
“ﻻ تقلق، أنا أتفهم ذلك” أجبته مطأطئة رأسي ثم أمسكت بالحاسوب و نظرت إلى كيوهيون “هل يمكنك أن تساعدني بأمر ما؟”
“كل ما تريدين” أجابني بإبتسامة عريضة. فأعطيته الحاسوب و طلبت منه أن يترجم لي ما كتب في التعليقات التي لم أستطع فهمها. أومأ برأسه ثم بدأ يقرأهم و أنا أنظر إليه بحماس منتظرة ما سيخبرني به. فجأة، لمحت ملامح وجهه و قد بدأت تتغير شيئا فشيئا و أظهرت صدمته.
نظرت إليه مستغربة ثم قلت له “ما الأمر؟ ماذا كتب في التعليقات؟”
“أه؟.. ﻻ.. ﻻ شيء، إنها.. إنها مجرد تعليقات عادية.. نعم.. لقد.. لقد كانوا فقط يتمنون لك الشفاء..”
إرتباك نبرته في الحديث جعلني أستغرب. لسبب ما شعرت أنه كان يكذب علي أو يخفي عني شيئا ما لم يكن يريدني أن أعرفه.
بعد ذلك، أغلق كيوهيون الحاسوب مباشرة ثم نظر إلي و قال “لقد تأخر الوقت و عليك أن تنامي” ثم سحب لي الغطاء و جعلني أستلقي على السرير. إنحنى إلي قليلا و وضع قبلة رقيقة على خدي و تمتم “نامي جيدا، تصبحين على خير”
كان يهم بالخروج و لكنني أمسكته من يده و أوقفته “كيونا، إلى أين ستذهب؟ ألن تنام؟”
إبتسم و قال “ﻻ تقلقي. سأذهب ﻷستحم و أغير ملابسي ثم سأعود.”
أومأت برأسي و إبتسمت فغادر.
إستلقيت على جانبي اﻷيمن و أنا أفكر ‘ما سر هذه التعليقات؟ و لماذا كيونا يحاول إخفاءها عني؟’ هذا سؤال بقي يراودني إلى أن غطيت في نومي.

********************
إنتهى البارت
********************

في البداية أعتذر لأنني لم أنشر البارت في الأمس بسبب بعض الظروف
و كذلك الأحد المقبل إن شاء الله لن أستطيع بسبب السفر

حسنا لنعد إلى احداث هذا البارت 😉
أتمنى أن يكون قد نال رضاكم 🙂
و ماذا تتوقعونه سيحصل الآن؟

شكرا على دعمكم و تشجيعكم المتواصل 🙂 ❤ ❤
مريم

8 تعليقات على “My Diary – PART 24

  1. حلو كتير البارت بجنن بس زعلت عليها لما اخد بنتا
    بتوقع انو رح يكون في سوء تفاهم بالنسبة لسفرو مع بنتو
    شكرا مريم
    بالتوفيق

  2. بارت جدا جميل بس يخوف ,,, ليسش شامة ريحة خيانة فايحة ,,,,
    الله يستر ,,,, باتظار البارت القادم ارجوك اوني لا تتاخري ,,,,

  3. اونيييييييييييي البارت روعه بليز لمن ترجعين من السفر ثاني يوم نزلي بلييييز اوني انه ماعندي صبر كلششش
    كيونا مسافر وي بنته والسبب حتى مريم ما تاخذ سارا وياهة
    امممم بالنسبة للاشاعات
    مريم لمن كانت في المستشفى اعتقد انو كيونا طلقهة وكام يولعد سولجي
    او وهية بالمستشفى طلعت اشاعة عليهم
    وهية سبب طلاقهم حاليا
    يالله البارت رووووووووعه

أضف تعليق