{T.H.B.C 4: The Elements {Part 21

Part 21

ملاحظه مهمه: قبل ما بلش البارت حبيت حطلكم ملاحظة مهمة..

بتمنى الجميع يضيفني على الواتبااد الخاص بي.. هناك بنشر رواية جديدة بأسلوب جديد بعنوان Behind The Scenes.. مو الرواية الي بروجلها على المدونة لكن وحدة تانية.. اتمنى من جميع قراائي يتفضلووا ويقرأوها… رح تحبوها كتير وهي باسلوب جديد ^_^

رابط الواتباد:

https://www.wattpad.com/user/ToxIc5

رابط الرواااية Behind The Scenes الي بتمنى من الجمييييييع يدخلللل ويشوفهاااا 🙂

https://www.wattpad.com/story/89583880-behind-the-scenes-z-m-%E2%99%94

(رحمة وحنين)

….

 

من بين كتلة النور القوية خرجوا…

شاخصين امام بوابة حجرية ضخمة على حافة جرف شامخ!

بوابة بحجارة رمادية ذات زخارف ملائكية, يغطيها اغصان وبقايا نباتات كانت حية في يوم من الايام.. تروي حكاية تاريخ عريق عاش به كائنات السماء بكل سلام وامان..

كتفت ذراعيها وهي تمسح عليهما بكفيها:” للبوابة هيبة كبيرة” قالت حنين وهي تمسح البوابة من الاسفل للاعلى وبالعكس.

:”ولكن… لا يوجد خلفها اي شيء. انها بوابة قائمة على حافة جرف.. يمكنني النظر من وراءها حتى!!” قالت رحمة وهي تنظر من جوانب البوابة ولكنها لا ترى اي شيء.

:”هذا لأن البوابة تقودنا الى مملكة السماء, فقط البوابة هي المنفذ الوحيد” اجاب فيرون وهو يلمس براحته البوابة.

:”اذا… كيف سنستطيع تخطيها؟؟” تسائلت رحمة وهي تهز اكتافها.

:”البوابة محمية بتعويذة اقفال.. لن يستطيع اي احد ان يفتحها… اي شخص بنوايا سيئة, من المستحيل ان يتمكن من العبور خلالها” قال فيرون وهو يستدير ليواجه الفتاتين اللتين تقفان بجانب بعضهما.

:”حمدا لله اذا… نوايانا ليست سيئة” قالت حنين وهي تبتسم.

:” يمكننا التأكد اذا” قال فيرون وهو يرسم ابتسامة شيطانية على شفتيه.

:” ماذا تقصد فيرون؟” سألت ناني وهي تضيق عينيها بأستغراب..

:”انا اسف ناني… المسألة ليست شخصية… ولكنني فعلت الصواب!”..

طأطأ فيرون رأسه واغمض عينيه.. المسألة ليست شخصية… ولكن هذا واجبه, تجاه ناني, تجاه شعبه… وتجاه الملك!!!

ما كاد يفعل ذلك حتى خرج الحرس الملكي من جميع الاتجاهات, من خلف الصخور والاشجار والازقة الضيقة! كيف؟؟ كيف تمكنوا من فعل ذلك!!! كيف كانوا يلحقون بهم دون ان يشعروا حتى بذلك؟؟؟ هل… هل كان كل ذلك مخطط له مسبقا بالفعل؟؟؟

:” فيرون” قطبت ناني حاجبيها وهي تنظر له بخيبة امل!

:” انا اسف… فعلت ذلك لأجل مصلحة المملكة.. انا ابدا لن اعصي جلالته” قال وهو يطأطأ رأسه وينحني!

وعندما انحنى التفت انتباههم لخروج الملك من بين الرجال برفقة رجاله المقربين!!!!

:”ابي!” شهقت ناني بفزع وهي ترى والدها.

:” ناني.. رباه! انتي بخير” قال وهو يتنفس بأريحية. هل كان يعتقد ان الفتيات قمن بأذيتها؟؟

:” بالطبع انا كذلك.. لم لا اكون؟؟” قطبت ناني حاجبيها وهي ترمق فيرون نظرة غاضبة وكأنها تقول له بانها لن تسامح ولو بعد ملايين السنين.

:” يا حراس… اقبضوا على الفتاتين..” صرخ الملك بصوته الجهوري يأمر رجاله بالانقضاض على الفتاتين.

اسرع الحراس ليقبضوا على الفتاتين.. وقفت رحمة وحنين ظهرا لظهر, وقبل ان تتمكنا من الهجوم او حتى الدفاع.. قام احدى سحرة المملكة بحشر الفتاتين داخل فقاعة طاقة!!

:”بحق اللعنة!!” صرخت رحمة وهي تضرب بقبضتها على جدران الفقاعة.

:” يا الهي انهم يرتكبون خطئا جسيما… كنت اعرف انه لا يمكننا الوثوق بذلك الفيرون..” قالت حنين وهي تنظر نحو فيرون الذي يطأطأ رأسه بحزن… وسرعان ما حولت نظرها نحو جايدن الذي يقف هناك والحراس بجانبه يضعون يديه خلف ظهره ليضعوا الاصفاد الحديدية فيهما.

:” بابا… ما تفعل خطأ جسيم.. انت حقا لا تعرف القصة الحقيقية!!!” قالت ناني وهي تركض لتقف امام والدها وتضم كفيها متوسلة.

:”ناني. انتي ما زلتي صغيرة جدا لتعرفي الصواب من الخطأ!!!” قال الملك بنبرة صارمة.

:”ولكن بابا….. لماذا تقيدون جايدن رباااه~!” صرخت وهي تركض لتدفع الحراس بعيدا عنه.

:” لقد تواطئ مع البشر وقام باخفاءهم بمكانه… سيعاقب لجريمته الشنيعة” قال فيرون وهو يتفادى النظر في عيون ناني.

:” حقا؟؟” اطلقت العنان لضحكة مجلجلة ” انت تعرف تماما انه ليس مخطئا, وانت تعرف ان ما نقوم به هو الصواب!!!!” صرخت وهي تشير نحو فيرون وصوتها مملوء بخيبة الامل.

:”ما هو الصواب؟ انهم بشر ناني… من دمر عالمنا وحرمنا من مملكتنا!!! انهم السبب في عيشنا لهذه الحياة.. والسبب لعدم امتلاكك اجنحة او قوى!” زجر الملك ناني بقسوة.

نظرت ناني للأرض بعيون دامعة, والدها محق نوعا ما ولكن..:” ولكن بابا… انهما مختلفتان… انهما تفعلان كل هذا لمصلحتنا, لمصلحة الارض! لمصلحة الكون بأكمله… ان لم نساعدهما كل شيء سينهار! كل شيء سيختفي… انهما تخاطران بحياتهما بابا… لقد انقذتا حياتي… وجايدن.. لم يفعل اي شيء ضد القانون, انا اجبرته للبقاء عنده… حنين ورحمة ايضا لم تختطفاني.. انا اردت البقاء معهم بالرغم من انهما قالا بامكاني الرحيل وعدم اقحام نفسي بالامر… ارجوك اطلق سراحهن ولتساعدهن في العثور على عنصر الهواء بابا… اتوسل اليك” ضمت كفيها وهي تشبك اصابعها ببعضها البعض, ركعت امام والدها لتطلق العنان لدموعها الحبيسة.

:” يا الهي طفلتي انظري ماذا فعلوا بك.. لقد غسلوا دماغك!! انهم بشر ناني افتحي عيونك… لا بد من وجود سبب ودافع وراء كل ما يفعلونه…. انهم لا يفعلون شيئا بدون مقابل.. هكذا هم البشر!!! انهم مثال سيئ من الاستغلال والجشع… لماذا قد يكن مختلفات.. كلهم كذلك!!!” قطب حاجبيه وهو ينظر بتقزز نحو حنين ورحمة حبيستا الفقاعة.

:” وماذا ان كان الدافع هو انقاذ العالم.. انقاذ حياتهم وحياتنا… نحن في خطر بابا.. في بضعة شهور قليلة لن يكون هناك اي شيء للبكاء عليه ولا حتى الارض التي تحت اقدامنا هذه!!!  في بضعة شهور بابا… ستقول ليتني منحتهن فرصة!! في ذلك الوقت… كلمة “ليتني” لن تنفع بابا!!!” قالت ناني وهي تنهض عن الارض لترمق والدها نظرة قوية واثقة.

:” ماذا تقصد هذه الفتاة.. عن ماذا تتحدث حتى؟!” تسائل الملك وهو لا يفهم اي شيء.

لم يكد يقول اي شيء حتى ظهر ضوء قوي خرج من خلاله مجسمين.. لم يظهرا بوضوح حتى انخفت الضوء واختفي!!

ظهرت من خلاله فتاتين بملابس غريبة ومقطعة… ملابس قراصنة بالاحرى!! واحدة طويلة والاخرى قصيرة جدا…

فركن عيونهن وهن ينظرن من حولهن ويحللن ببطئ شديد الذي يحدث..

:”اين نحن؟؟” همست الاولى وهي تراقب من حولها فضول لتقع عيونها على الملك الذي يراقبهن بغرابة..

:” الله وحده يعلم اماني.. ظننت اننا ذاهبات لمقابلة حنين ورحمة!!” ردت انوار لتقع عيونها على فيرون لتتسع بدهشة!! :”انظري هناك… لي جون!!!” قالت وهي تلكز اماني..

:”لي جون!! بحق الله ماذا يفعل هنا؟؟” قالت بصوت عالي ولكن لم يفهم عليهم احد اي شيء!!

:”بشر اخرون!!!” صرخ الملك بغضب وهو يشير لاماني وانوار…

اتسعت عيون حنين ورحمة عندما وقعت عيونهن على الفتاتين الشاخصتين بين الملك ورجاله من جهة, وناني وفيرون من جهة اخرى…

:”اماني… انوار… نحن هنا!!” ضربت حنين بقبضتها على جدار الفقاعة بعنف..

:”رباه! حنين…. رحمة!!!” صرخت انوار وهي تركض نحو الفقاعة ليقف بوجهها صف كامل من الجنود..

:” ماذا تفعلون؟؟” صرخت اماني بعنف..

:” من انتما؟؟” سألت ناني ولكن اماني وانوار لم تفهما تلك اللغة الغريبة..

:” لنرى ما هذه اللغة..” قالت اماني بنفاذ صبر وهي تمسك بيد انوار تمتمت تعويذتها التي اصبحت مالوفة جدا لفهم اللغة المقابلة!!

:” من انتما؟؟؟” سألت ناني مجددا…

:” من نحن؟ بحق اللعنة تسألين وانتي تحتجزين صديقتينا هناك في هذا المكان اللعين؟؟؟؟؟” صرخت اماني بغضب وهي تسير نحو ناني بخطوات ساخطة.

:” انتما صديقتين لحنين ورحمة؟؟؟” قالت بعيون متوسعة ولكن بريق امل ظهر هناك…

:” لماذا تحتجزونهما؟؟؟” سألت انوار وهي تضع يدها على كتف اماني لتوقفها.

:” لست افعل… قصة طويلة… مختصرها ان والدي الملك لا يصدق انكم تريدون انقاذ العالم.. وهو يحتجزهن هناك.. انا بصفكن.. ادعى الاميرة ناني” قالت وهي تنظر لوالدها بطرف عيونها الحزينتين.

:” حقا؟؟ نحن نخاطر بحياتنا… لقد عدنا للتو من فم الموت من اجل مساعدتهن.. وهو لا يصدق؟؟؟” التفتت اماني لتقع عيونها على الملك, ولم ترمقه نظرة احترام واحدة حتى!

:” من تظنين نفسك لتحدثيني بهذا الشكل؟؟ او تنظرين لي بهذه الطريقة؟؟” قال الملك بصوته الاجش الغاضب من طريقة اماني الغير محترمة.

:” اذا كنت لا تصدق اننا نريد انقاذ العالم, من بينها بالطبع عالمك هذا! اذا هنيئا لك بالانهيار سيدي!!!!” قالت اماني وهي تقترب لتقف امامه..

:”امسكوا بهن” قال بصوت خائر يائس مشيرا لرجاله…

اقترب الرجال منهن ليلفوهن بكرة طاقة ولكن قبل ان يفعلوا…

:”بحق اللعنة انت لا تعرف امام من تقف حتى!!” صرخت انوار وهي ترفع يدها لتلف الرجال بنفس الكرة التي كانو سيصوبوها نحوهن…

:” زاد الامر عن حده حتى… اقتلوهن!!” صرخ الملك وهو يشير للصف الاخر من الجنود..

:”توقف يا هذا ايا كنت!! لا تتصرف عن جهل, انت حتى لا تعرف اي شيء… رباه~” قالت اماني وهي تضع كلتا يديها على رأسها بعدم تصديق..

:”عليك ان تكون حكيما وعقلانيا بكونك ملكا.. اذا كنت ترفض الاستماع!! اسمع يا هذا.. لقد عدنا للتو من عالم مليئ بالقراصنة الخطيرين, حوريات لعينات وقبائل بدائية تأكل لحم البشر.. جيش من الهياكل العظمية…. وتعرف ماذا؟؟؟ لم يستطع ايا منهم الوقوف بوجهنا… هل ما زلت تريد القتال؟؟؟ ام تريد الحديث بشكل حضاري بعيدا عن كل هذه الهمجية….” صرخت انوار بغضب وهي تشير لكل ما يحدث..

:” حقا فعلتما كل هذا؟؟” سألت ناني بعيون متوسعة..

:”بالطبع… ولاثبت نيتي الحسنة… سأحرر جنودك, انا لست اريد القتال اللعين لأنني مللت من الامر… لن ندعك تقف بطريقنا صدقني سيدي!! لا تريد تجربة غضبي… خصوصا اننا الان اربعة ساحرات هنا!” قالت انوار وهي تفرقع بيدها لتحرر رجال الملك وهي تومئ له وتثبت له انها لا تريد القتال.

:” لن اسمح لكن بتدمير وتخريب عالمي كما فعل البشر من قبل… لن اسمح بهذا لو كلفني الامر حياتي!!” جعد الملك حاجبيه وهو يشعر بشيء غريب رفض الاعتراف به… تحرير جنوده ورفض انوار للقتال كان امرا لم يتوقعه.. ونوعا ما.. لمس الصدق بكلام الفتاة الضئيلة الحجم التي تقف امامه.

:” لسنا نريد تدمير عالمك.. اي جزء لم تفهم من عبارة نريد حماية العالم… العوالم كلها.. العالم ينهار الا ترى!! هزات ارضية وبراكين ثائرة, اعاصير متذبذبة وانهيارات كونية؟” قالت اماني وهي تهز رأسها…

:” كيف يمكننا ان نثبت ان نيتنا حسنة؟؟” سألت انوار وهي تعطيه نظرات هادئة مطمئنة….

:” اجل ابي.. اعطيهن فرصة, استمع لقصتهن حتى! لو كن يردن تدمير العالم او تدميرنا لكن قد قتلنني من قبل!! انت ترفض السماع اليهن مذ وصلن.. البشر ليسوا كلهم كبعضهم.. حتى انهن اعتذرن لي عما حدث وتمنين ان تستطعن تعويضنا بأي طريقة ممكنة…” قالت ناني باستسلام, لقد تعبت من كل هذا… كل الذي يحدث من حولها مرهق ومضطرب ومتوتر!

:” سأرى ماذا يمكنهن ان يفعلن… ما هي قصتكن, وان صدقتكن… سأحرر صديقاتكن وارى بالفعل ان كانت نيتكن حسنة” قال الملك بخضوع… بالنهاية… ربما الامر يستحق السماع.

تنهدت انوار واخذت تسرد القصة للملك, العناصر الاربعة المبعثرة.. اختلال توازن الكون, وانطلاقهن في مهمة ضخمة تفوق قدراتهن كساحرات لانقاذ الكون..

وبعد تقريبا عشر دقائق من السرد…

:” هذا امر يفوق الخيال..” قال الملك وهو ينظر بين انوار واماني.

:” بالطبع.. وكأن وجود مملكة سماء وساحرات وبعض رجالك هناك بأجنحة.. امر طبيعي؟!” قالت اماني بتهكم.

:” نبرتك اماني” قالت انوار وهي توبخها وتذكرها انه الملك, وانه يجب ان يكسبنه لصفهن.. ” اسفة” اعتذرت اماني على الفور”.

:” كيف يمكننا ان نثبت حسن نيتنا سيدي؟؟” قالت انوار بلطف…

:” بابا…. يمكنهن.. يمكنهن ان يثبتن حسن نيتهن ان استطعن فتح الباب والعبور بداخله.. اليس هناك تعويذة على الباب لا يستطيع حلها الا من يملك نية حسنة؟؟” قالت ناني وهي تطلب عطف والدها..

:” اخرجوا الفتاتين من الفقاعة” قال الملك بنبرة ثابته بصراع داخلي بين التصديق ولا… ولكن لا ضير من المحاولة.. هو بالفعل يوجد بصفه افضل سحرة المملكة.. وان اثبتن العكس سيقوم بقتلهن على الفور..

اخرجوا حنين ورحمة من الفقاعة التي تعزل طاقتهن… سرعان ما ركضت الفتيات نحو بعضهن لعناق طويل الامد… لم ترين بعضهن منذ فترة طويلة حقا!!!

:” هل حصلتما على عنصر الماء؟؟” سألت حنين باهتمام..

:”اجل… انه مع ذلك الرجل حارس العناصر… قال ان سونا وسلام حصلتا على عنصر النار واتجهتا لساندرا وسمر لتساعدهما.. لقد اقتربنا من تحقيق التوازن” ابتسمت انوار وهي تعانق حنين..

:” هذا رائع..” همست رحمة وهي تعانق اماني بقوة.

:”بابا.. جايدن!!” اشارت ناني لوالدها وهي تذكره بجايدن المقيد هناك.

:” فكوا وثاقه.” قال وهو يتجنب النظر لابنته.. لقد اضعفت موقفه بالوقوف مع البشريات.. ان كانت مخطئة, لا يعرف ان كان سيسامحها, خصوصا بوجود قانون صارم لمن يقف بصف البشر وهو الاعدام!!

ما ان فكوا وثاقه حتى ركضت حنين له لتعانقه بكل قوة مما جعل الفتيات يثغرن فاههن بصدمة!!! هل تخطت حنين لي جون بالفعل؟؟؟؟ ولكن من ذاك الذي يشبه لي جون؟؟؟؟

:” رباه.. شبيه دونغهي هناك.. وشبيه لي جون هنا!” قالت اماني وهي تدحرج عيونها… بما انهن قابلن شبيها لدونغهي هناك, لم تستغرب رؤية شبيه لي جون هنا…

:” لقد ظنناه لي جون بالبداية ايضا..” قالت رحمة وهي تهمس لحنين..

بعد الترحيب والعناق وتلك اللحظة الاثيرية… حان وقت المواجهة الحقيقية, لأثبات نفسهن ونيتهن..

:” اتمنى التوفيق لكن..” قالت ناني وهي تبتعد عن الفتيات..

:” اتمنى ذلك ايضا.. اتمنى ان نثبت لك سيدي حسن نوايانا..” قالت رحمة وهي تتحدث مع الملك..

:”كيف سنفتحه الان؟؟” تسائلت اماني وهي تقف لتلمس الباب..

:” بالسحر.. السحر النقي النابع من القلب فقط وحده ما سيفتح هذا الباب…” نظرت حنين في عيون اماني بعيون لامعة..

:” اذا كان هذا فقط.. سيكون الامر سهلا!” قالت انوار بابتسامة صغيرة.

امسكت الفتيات الاربعة ايديهن… اخذن نفسا عميقا واغمضن عيونهن… خفقات قلب واحدة… انفاس واحدة.. افكار واحدة وكأنهن لحن واحد لنفس الاغنية..

تمتمن تعويذة لكسر تعويذة البوابة وفتح الابواب الموصدة…. وما ان فككن ايديهن المتشابكة لتضع كل فتاة يدها على الباب…. سرعان ما سمعن صوت الصرير الناتج عن ذلك الباب الضخم المهترئ المغلق منذ سنوات طويلة..

اتسعت ابتسامات الفتيات بسعادة… اما الملك لم يستطع اخفاء دهشته وذهوله بنجاح الامر مما اثبت خطأ نظريته…. بشري بنوايا سيئة لا يمكنه فتح البوابة, والان بما ان البوابة مفتوحة!!!!

طريقا طويلة تمتد الاشجار الغريبة الشكل على جانبيها.. طريقا نمت فيه النباتات بعشوائية دالة على ان هذا الطريق لم تطأه اقدام منذ سنوات طويلة بالفعل! سماء ملبدة بالغيوم تنشر الظلام وتمنع اشعة الشمس من وصول الارض بشكل كامل!!

وقعت عيون الفتيات على تلك المملكة المعلقة في السماء بالفعل… مملكة السماء!!

بأخر ذلك الطريق تبدوا واضحة جدا للعيان من بين السحب.. قصورا ضخمة بالحجر الابيض والقبب الزرقاء.. حبست الفتيات انفاسهن لهذه المملكة المعلقة..

طيورا تحلق من بين السحاب لتعطي الصورة اثيرية ملحمية ليس بعدها صوره..

:” واو~” خرجت من بين شفتي اماني بدون وعي حتى!!

:” انها.. جميلة.. جدا!” قضمت حنين شفتها السفلى وهي تحدق بعيون متوسعة حالها كحال الفتيات..

:” التلف والدمار لفها من جميع النواحي.. هذا مؤسف…” شعرت رحمة بالدموع تحتقن بعيونها..

بالرغم من شدة جمال هذه المملكة.. الا ان الخراب والدمار واضح جدا على معالمها… وكأنها مملكة اسطورية ضائعة منذ الاف السنين.. وربما هي كذلك بالفعل!

:” رباه~ كم يفطر قلبي رؤيتها هكذا بعد كل هذه السنوات..” قال المالك ليشيح بوجهه بعيدا عن البوابة..

:” علينا ان نتقدم… القلادة تومض بنور خفيف, هذا يعني اننا على الدرب الصحيح..”قالت رحمة وهي تنظر للقلادة التي تلف عنقها.

:” من سيأتي؟؟؟ هل سنذهب اربعتنا فقط؟؟؟” سألت انوار وهي تنظر من وراءها..

:” انا معكن…” قال جايدن مما جعل حنين ترسم ابتسامة خجوله على شفتيها..

:” من هذا الشاب؟؟” سألت اماني وهي تضحك بخبث.

:” انه جايدن…” قالت حنين باختصار مما جعل وجنتيها تتوردان بخجل.

:”جايدن فقط؟؟؟” وضعت اماني سبابتها على شفتيها وهي تضيق عينيها وتحتفظ بذلك الوجه الخبيث.

:” لنتحدث لاحقا!!” لكزت حنين خصر اماني بكوعها…

:”انا ايضا سأتي..” قاطع حديث اماني وحنين صوت ناني..

:” لا يا ابنتي انتي لن تذهبي!!” قال الملك بصرامة..

:” اسفة ابي… هذه رحلتي انا ايضا… هذا قدري بابا! معهم وجدت نفسي وعرفت ما اريد…. ارجوك لا تحرمني, انا حقا اود ذلك.. ” توسلت ناني بعيون دامعه, انا لم تشعر بالرغبة على فعل اي شيء من قبل بقدر ما تشعر بالرغبة للذهاب مع الفتيات..

:” انا اذا سأذهب…” قال فيرون وهو ينظر نحو الملك..

:” انت ابدا لن ترافقنا..” صرت ناني على اسنانها بغضب شديد, قلبها يؤلمها وهي تشعر بالخيانة العظمى بسبب ما فعله فيرون..

:” اذا لم يذهب فيرون فانتي لن تذهبي ايضا… انا اثق به اكثر من اي شخص اخر هنا… القرار الان بيدك, مع فيرون او لا ذهاب!!” قال الملك وهو يؤكد كل كلمة يقولها.. بدون فيرون لا ذهاب!

:” حسنا بابا… لكن قل له ان يبقى على بعد خمس خطوات على الاقل… انا واثق انني ان قلت له لن يستمع الي, بينما يعرف جيدا كيف يستمع لك!” قالت وهي ترمق فيرون بنظرات تقزز متعمدة ان تجرحه في كل كلمة يقولها..

:” ما هذه الدراما؟؟” همست انوار باذن رحمة..

:” انهما حبيبان.. هو احدى رجال الملك المخلصين وكان معنا طيلة الرحلة ولكنه خاننا باخبار الملك…” اختصرت رحمة القصة.

:”لست افهم اي شي؟!” قطبت انوار حاجبيها.

:” قصة طويلة… سأخبرك لاحقا بالتفاصيل”..

:”حسنا!!” لم تمانع انوار, الان ليس وقت النميمة!

استعدت الفتيات الاربعة برفقة جايدن وناني وفيرون.. وقبل بدأ الرحلة…

:”سيدي… لماذا ابقيتم هذه المملكة مهملة طيلة هذا الوقت؟ لماذا لم تعيدوا اعمارها؟؟” سألت انوار مخاطبة الملك..

:” المملكة هذه دمرت على يد البشر… كما هاجمتها بعد ذلك الدمار العمالقة ومخلوقات مخيفة, وحصلت الكوارث ايضا مما جعل الحياة هناك صعبة وخطرة…. الخيار الوحيد والصحيح كان تركها مقفلة خلف هذا الباب السحري لنبقى بأمان…” قال الملك بعيون حزينة.

:” لست اعرف ماذا اقول لك… انا حقا اعتذر نيابة عن الذين بادروا في عملية الدمار من البشر…. لست اعرف ان كنت سأكون قدر هذا الوعد… ولكن سيدي… اعدك بما ان هذه المملكة دمرت على يدي البشر.. بأنها ستعود لكم على ايديهم…. من خلالنا انا وصديقاتي.. اصلحنا مدن مدمرة من قبل ايضا… سنصلحها لتعود لكم.. اعدك!” قالت انوار وهي تتذكر خراب ديمون تايل قبل عدة سنوات وكيف اصبحت مكان افضلا للعيش بعد اصلاحها.. لا تعرف كم سيكون صعبا الامر بالتأكيد لن يكون سهلا.. ولكن ستبذل جهدها..

:”اتمنى ان تكوني عند وعدك..” قال الملك بتصلب, هو لم يرتاح للفتيات بشكل كامل بعد! كيف يمكنه بعد خيانة البشر العظمي لمملكتهم التي كانت عامرة بالحياة والحيوية يوما!

:” اتمنى ذلك ايضا سيدي…. سنبذل قصارى جهدنا..” ابتسمت انوار بأمل..

اتفقوا على ان يخيم مجموعة من الجند بالقرب من البوابة حتى عودة الفريق من رحلتهم.. الملك قرر العودة للملكة حيث قصره…

اما الفريق المكون من الفتيات الاربعة وجايدن وناني وفيرون….انطلقوا في مهتهم يجهلون تماما اي نوعا من المخاطر قد يجدون..

وبمجرد ان اخذوا خطوتهم الاولى في مشوار الالف ميل… عرفوا انه ليس هناك اي وسيلة للتراجع لأي احد منهم!

لا يمكن… عليهم احضار عنصر الهواء بأسرع وقت… عنصرين حصلوا عليهم بالفعل, وبقي اثنين.. لأنقاذ العالم…. لأنقاذ الكون!!

~~~***

بعد سير لمدة ساعة في تلك الطرقات الملبدة بالنباتات تحكي حكاية طريق لم يعبره احد منذ مئات السنين…

:” هل ستكون الرحلة سهلة؟؟؟” تنهدت رحمة وهي تنظر من حولها في ذلك العالم الخيالي الذي من حولها..

:” لا شيء سهلا.. خصوصا مع تلك المخلوقات التي ذكرها الملك..” قالت انوار بنبرة هادئة..

:” علينا ان نعمل معا لهزيمة كل ما يواجهنا.. لن يكون الامر سهلا.. لكن الاتحاد قوة..” ابتسمت ناني وهي تسير بجانب اماني..

:” اذا انتي حقا اميرة!” قالت اماني وهي تنظر لناني بابتسامة لطيفة..

:”اجل…” ردت ناني بهدوء.

:”وثرتي على والدك! انتي قيادية حقا!” ضحكت اماني.

:” انها قوية جدا… اميرة قوية.” قال جايدن محدثا اماني.

:” اجل… وانت؟ من تكون؟؟؟” تسائلت اماني وهي ترمق حنين نظرات استجواب بطرف عينيها..

:”انا جايدن.. صديق الاميرة ناني, بجانب انني خباز… ولدي قدرات سحرية” ابتسم جايدن بلباقة..

:” بجانب الى انك طويل وذو عضلات مفتولة و وسيم..” ابتسمت اماني على صراحتها..

:”شكرا…” رفع جادين يده لتستقر على ظهر عنقه ليبتسم بخجل…

:” شيئا ما يجري بينكما حقا… اليس كذلك؟؟” اشارت اماني لجايدن وحنين…

:”اماني!!” وبختها انوار على جرأتها..

:” حسنا سأصمت… ولكن مع هذا شبيه لي جون… واو!” هزت اماني اكتافها وهي تشير لفيرون.

:” شبيه من؟؟” قطب فيرون حاجبه وهو يرمق اماني نظرات صارمة, وكأنه زعج من اسألتها وحديثها المتكرر..

:” لا عليك لن تفهم… ولا ترمقني هذه النظرة… لست احدى رجالك يا هذا!!” دحرجت اماني عيونها وحدثته بأستفزاز..

:” لا تستنفذي صبري يا هذه!!!” صرخ بها فيرون…

:” هيي~ هل تعرف من تحدث الان؟؟؟” جعدت اماني جبينها ووقفت لتضع كلتا يديها على خصرها.

:” توقفي اماني…. ام انتهى جاك سبارو والان دور فيرون؟؟؟” قالت انوار وهي تسحب اماني من ذراعها..

:” انا حقا اسفة سيد فيرون..” اعتذرت رحمة نيابة عن اماني..

هزت اماني اكتافها وسارت بجانب انوار ورحمة اللتان تمسكان بها كل واحدة من جهة… بعد رحلتها مع القراصنة بات لها لسان طويل وسلوك غير مهذب نوعا ما..

:” هذا ما نحصل عليه من التسكع مع القراصنة” قالت رحمة وهي تهز رأسها..

:” على الاقل القراصنة لديهم عهود وقوانين لا يتجاوزونها… امها عدم خيانة اصدقاءهم!” قالت اماني وهي تنظر وراءها لترمق فيرون نظرة غاضبة..

لم يجد فيرون ما يقوله فقام بطأطأة رأسه بخجل من فعلته, رمقته ناني نظرة حزينة وخائبة وتقدمت من جانبه لتسير بجانب اماني وانوار ورحمة…

:” هل انتي بخير؟؟” همس جايدن بالقرب من اذن حنين.

:”اجل.. افضل حال برفقة صديقاتي..” ابتسمت حنين بوجنتين متوردتين..

:” حافظي على هذه الابتسامة الجميلة.. انها تليق بك..” همس جايدن وهو يقرب شفتيه من اذن حنين اكثر مما جعل وجنتيها تتوردان اكثر من السابق.

:” توقف…” همست بصوت بالكاد مسموع وهي ترفع كلتا يديها لتغطي وجهها بكفيها…

ضحك جايدن على خجلها, لكن ذلك لم يوقفه حيث مد ذراعه ليلفه حول خصر حنين ليجذبها لجانبه ليسير جنبا لجنب..

~~~***

اثناء سيرهم المستمر توقفوا للحظة عندما انتبهوا لوجود شق كبير جدا يمتد لمسافة اميال حيث لا يمكنهم رؤية من اين يبدأ او اين ينتهي!!!

:” شرخ كبير جدا….. وعميق!!!” فزعت اماني وهي ترجع للوراء عندما انتبهت الى ان الشق لا نهاية له!

:” كيف سنعبره؟؟” تسائلت ناني..

:” طبعا سنطير! لا حل اخر..” قالت رحمة وهي تهز اكتافها..

:” سنمسك بأيدي بعضنا ثم بعدها سنردد تعويذة لعبور هذا الشق..” قالت انوار وهي تشرح لهم كيفية عبورهم للشق.

امسكوا بأيدي بعضهم ثم رددت الفتيات تعويذة رفعتهن عن الارض وجعلتهن يعبرن الشق بكل سلاسة حتى وصلن للجهة الاخرى…

:” حسنا… كان هذا سهلا!!” قالت حنين وهي تبتسم..

:” اتمنى ان تكون بقية رحلتنا سهلة!! تأملت انوار وهي تنظر للطريق الطويل الذي امامها..

:” لماذا لا تستخدمون السحر وننتهي من هذا؟؟؟ اعني… ان نقوم بفعل تعويذة تنقلنا لمملكة السماء حيث سنبحث عن عنصر الهواء!!” اقترحت ناني بابتسامة عريضة.

:” يجب ان نوفر طاقتنا ناني… لا نعرف ماذا سنواجه هنا!..” قالت حنين وهي تحدق بمملكة السماء التي ما تزال تبعد مسافة لا بأس بها..

:” ولكن… اللعنة نحن اربعة ساحرات من اصل ثمانية… قوتنا اكبر باتحادنا نحن الاربعة! لن يكون الامر صعبا ان عملنا معا بيد واحدة!!… لننتقل عبر السحر يا بنات!” قالت رحمة وهي تبتسم ابتسامة عريضة.

:” سأضم سحري لكن وبهذا سنكون خمسة!” اقترح جايدن وهو يجعد جبينه ويرسم ابتسامة صغيرة..

:” ممتاز!!! هيا بنا…” قالت انوار وهي تأخذ الفكرة بجدية لتجدها منطقية.

امسكوا بأيدي بعضهم بعد ان علمت اماني جايدن كلمات التعويذة ليحفظها عن ظهر قلب…. رددو التعويذة بصوت واحد… اغمضوا عيونهم… اتحدوا روحا وجسدا وقلبا… اومض ضوء قوي 

بجانبهم ليفتح شق في الهواء…

:”ادخلوا….” قالت انوار وهي تقفز داخل الشق…

لحقوا بها واحدا تلو الاخر, ومع انتقال اخر واحد…. اغلقت البوابة!

~~~***

فتح شق اخر في الهواء… سقطت منه انوار لتسقط من فوقها اماني والبقية ليتكدسوا فوق بعضهم البعض..

:” وما زلت احاول اعتياد الامر..” قالت اماني وهي تعتصر تحت الاجساد التي فوقها…

:” انهضوااا انا اختنق!!” تأوهت انوار بجسدها الضئيل وجميع الثقل فوقه….

نهضوا وهم يتأوهون بألم من سقطتهم..

ما ان وقفوا على اقدامهم حدقوا بكل ما حولهم… واو~ كانت العبارة الوحيدة التي وصفوا بها ما رأوا…

الدمار يلف معظم المملكة, قصور ضخمة شبه منهارة!

نباتات ميتة تروي حكاية عز وثراء مرت به المملكة اثناء مرحلة ازدهارها..

:” انها ضخمة جدا… يبدوا انها كانت جميلة جدا فيما مضى..” قالت حنين وهي تنظر من حولها.

:” انها تجعل عيوني تدمع..” قالت ناني وهي تمسح عيونها الدامعة..

:” ارجوك… لا تحزني… سنعيدها لسيرتها الاولى اعدك…” قالت انوار وهي تضع يدها على كتف ناني.

:”شكرا… ولكن يبدوا انه صعب جدا!” قالت ناني وهي تنظر لكل الخراب.

:” صعب…. لكن ليس مستحيل..” ابتسمت اماني بدفئ.

:” انتن رائعات حقا…” قال جايدن وهو يقلب نظره بين الفتيات الاربعة..

:” كنا يوما في مملكة لفها الخراب… واصلحناها..” قالت رحمة بتفاخر.

:” وسنصلح هذه ايضا..” قالت حنين بتفاؤل.

:” الان…. الى اين سنتجه؟؟” سأل فيرون الذي كان صامتا لمعظم الرحلة….

:”سنرى..” قالت انوار وهي تمسك قلادتها…

:” هل تفكرين بما افكر فيه؟؟” قالت اماني وهي تتذكر ما فعلنه على الجزيرة عندما رأين مكان وجود عنصر الماء..

:” بالضبط..” رسمت انوار ابتسامة جانبية محنكة.

:” بماذا تفكران؟؟” سألت رحمة بفضول.

اخبرت الفتاتان ما فعلتاه على الجزيرة, ابتسم الجميع ووافقوا فورا على تلك الخطة العبقرية..

امسكت الفتيات القلادة واغمضن عيونهن لتجتاحهن رؤية سريعة….

قصر من الرخام الابيض بقبة زرقاء, حارس حجري عملاق نائم, حجر لامع على رأس تلك القبة الزرقاء…

:” كل ما علينا وجوده هو قصر ابيض بقبة زرقاء, مع حارس حجري عليه.. هل يبدوا لكم هذا مألوفا؟” سألت حنين بعد انتهاء الرؤية…

:” انا لم اكن هنا من قبل حقا!” قالت ناني وهي تنظر للأرض, لقد ولدت بعيدا عن المملكة التي هجرت منذ مئات السنين.

:” لا احد منا كان هنا من قبل, نحن من الجيل الحديث..” شرح فيرون…

:” هذا مؤسف…” تمتمت اماني من بين شفتيها…

:” هذا سيجعل الامر صعبا..” تنهدت حنين بعبوس.

:” خطرت ببالي فكرة!!” قالت رحمة وهي تفرقع بأصبعها.

:” ما هي؟” تسائل الجميع بصوت واحد.

:” سأطير للأعلى.. سيعطيني مسحا شاملا للمملكة, وربما سأستطيع رؤية مكان القصر…” قالت بابتسامة عريضة.

:” اذا ماذا تنتظرين.. هيا!!!” صفقت انوار بحماسة.

اغمضت رحمة عيونها, ارتفعت اقدامها عن الارض بالتدريج.. وها هي تعلوا مترا فوق الاخر حتى وصلت لعلو شاهق لتبدوا للجميع من بعيد وكأنها عصفورا صغيرا!

شعرت بالبرد بسبب ارتفاعها عن الارض, اخذت تبحث بعيونها المجردة من حولها.. حتى وقعت عيناها على اكبر واعظم قصر يمكنها ان تراه!! انه القصر المطلوب بالقبة الزرقاء, وذلك الوميض الغريب الذي يعلوا تلك القمة..

نزلت بالتدريج حتى وطأت اقدامها الارض…

:” الجو بارد في الاعلى..” ارتجفت وهي تعانق جسدها..

:” هل وجدته؟؟” سأل جايدن..

:”اجل…. انه في الجهة الشمالية, في اعلى جبل ما..” قالت وهي تشير للشمال.

:” ممتاز… لننطلق في رحلتنا..” قال فيرون وهو يشير لهم بالانطلاق..

:” انه بعيد نوعا ما..” قالت رحمة وهم يسيرون..

:” لا بأس.. ان لم نصله اليوم, سنقضي الليلة في مكان ما, وسنحرص على الوصول غدا..” قالت اماني وهي تسير بجانب رحمة..

استمروا بالسير مع استراحة قصيرة بين الفينة والاخرى…

شعروا بالظلام يزداد حلكة مما جعلهم يتوقفون عندما سمعوا اصوات مخلوقات الليل المخيفة تنتشر..

:” اعتقد اننا يجب ان نأوي لمكان ما.. الاصوات مخيفة حقا!!” قالت ناني وهي تعانق ذراع اماني..

:”انها محقة!!” قالت حنين وهي تقترب من جايدن وحاولت جاهدة على الا تعانق ذراعه… بجانبه تشعر بالامان… بالطمأنينة… هي دائما تشعر هكذا بجانبه مما يجعلها تشعر بالسعادة.. لم تكن تشعر بهذا الامان بجانب اي شخص.. ولا حتى لي جون!! وهنا انتبهت لشيء ما.. هي لم تعد تفكر بلي جون كما في السابق؟؟ انها تشعر وكأنها تخطت كل ذلك الالم!! لم يعد يحزنها ذكر اسمه حتى… مشاعرها اثناء هذه الفوضى العارمة تنصب نحو جايدن فقط… خصوصا بعد تلك القبلة!!! انزلقت نظراتها لشفتي جايدن, لم تكن تدرك انها كانت تحدق حتى!!!

:”ما بك؟؟” سألها جايدن لتبعد عيونها عنه تماما ووجنتيها تتوردان.

:” لا شيء…” قالت بصوت منخفض, وشكرت الله ان البقية بعيدون نوعا ما عنها..

لم يقل جايدن اي شيء.. رفع يده ليمسك بيدها بهدوء ليشبك اصابعه باصابعها.. شعرت بوجنتيها تتوردان اكثر وموجات حارة تصيب جسدها لتشعرها بالدفئ بالرغم من برودة الليل هنا!!

توقفوا امام قصر كبير, واقترحوا ان يمضوا الليلة به..

من الداخل كان جميلا جدا رغم كل ذلك الدمار والخراب… النباتات الميتة التي تلف جدرانه الشاهقة العلو… وجدوا غرفة كبيرة واقترحوا ان يناموا جميعا بها, عليهم ان يرتاحوا قليلا حتى يستطيعوا المتابعة غدا..

خصوصا بوجود حارس عملاق الله وحده اعلم لصف من يقف!!!

~~~***

يقفون على مسافة قريبة من القصر…

كل ما عليهم الان هو تسلق الجبل للوصول لبابه الموصد منذ مئات السنين.. ولكن عليهم ان يأخذوا بالحسبان ذلك العملاق الذي يقف هناك!

:” يجب ان نكون مستعدين لأي طارئ” قال جايدن وهو يومئ للفتيات…

:” لا تقلق… انه مجرد عملاق واحد!… نحن خمس سحرة وجندي… سنستطيع الاطاحة به..” قال فيرون وهو يجهز سيفه..

:” ماذا عني؟؟؟ الا يوجد شيء استطيع المساعدة به؟؟” قالت ناني وهي تقترب من المجموعة التي تخطط..

:” يجب ان نحميكي انتي الاميرة….” قال فيرون بحدة دفاعية وهو يخاطب ناني.

:” لا داعي لأن تعاملي كضلع قاصر هنا!! ثم انا لم اكن اتحدث معك..” اشاحت وجهها عنه بغضب.

:” انه محق ناني… لا يمكن ان ندع اي سوء يمسك..” قال جايدن وهو يضع يده على كتف ناني.

:” لن يمسني اي سوء.. سأفعل ما سأقدر عليه… ” قالت ناني وهي تنظر لهم بحزن..

ساروا بطريقهم حتى تمكنوا من صعود الجبل ليقفوا الان على بعد عدة امتار عن باب القصر…

:” استعدوا..” اشار لهم فيرون ليومئوا برؤوسهم له..

اخذوا يسيرون حتى وقفوا امام باب القصر الضخم, حيث يقف عملاقا حجريا هائل الحجم..

:”يبدوا نائما..” همست اماني وهي تنظر لهم..

:” لنحاول فتح الباب دون ايقاظه..” قال جايدن وهو يقف امام الباب.

ما ان لمست اصابع جايدن الباب حتى سمعوا صوت زحزحة صخور وانهيارات رملية..

التفتوا ليجدوا العملاق يتحرك ببطئ شديد مما افزعهم وجعلهم يستعدون لأي طارئ.. رفع العملاق يده الضخمة ليصفق به على الارض مما جعل الارض تهتز من حولهم..

تفرقوا وهم يشعرون بالفزع من حركته المفاجئة تلك.. ولكنهم سرعان ما لململوا شتات انفسهم وبدءوا يتحاربون مع ذلك العملاق.. اي ضربة منه ستكون النهاية لأي واحد منهم!!!

استمرت المعركة القاسية لعشرة دقائق وذلك العملاق لم يتأثر لأي من ضرباتهم!!

:” اللعنة!!” صرخت انوار وهي تلقي كرات برق نحو ذلك العملاق… ولكن عبثا! انه من الحجارة كيف يمكنهم هزمه!!

:” انه قوي جدا!!” قالت حنين وهي تصر على اسنانها..

:” اللعنة انه حجري.. لا شيء يؤثر به!!” قالت رحمة وهي تلطمه بكرات مائية…

بنفس اللحظة التي اطلقت بها رحمة كرات الماء كانت حنين قد اطلقت كرات تجميد.. وما ان تلامست المياه مع كرات التجميد حتى تجمدت ركبة العملاق!

:” رائع.. تابعا على نفس المنوال… سنطيح به هكذا!” قال جايدن بسرعة.

:” حنين ورحمة اطلقا الماء… انا واماني سنجمده” قالت انوار وهي ترتفع بالهواء..

بدأت الفتيات تفعلن ما امرتهن به انوار.. كرات الماء وكرات الجليد.. حتى تجمد اكثر من نصف العملاق!

:” اقطعة نصفين جايدن!!!” صرخت ناني وهي تشير لجايدن ان يكسر الصخور المتجمدة..

اسرع جايدن بالركض حيث العملاق, رفع يده ليتحكم بالهواء…. لوح يده بقوة لينتج ضربة هوائية حادة كالسيف قطعت العملاق الى نصفين ليخر على الارض كتلة صخرية هامدة!!

:” مذهل!!!” قفزت ناني في مكانها وهي تصفق بكلتا يديها بحماسة..

التقط الابطال انفاسهم بعد معركة صعبة تطلبت منهم جهدا كبيرا…

فتحوا باب القصر ودخلوا لتتوهج قلائد الفتيات بقوة.. رفعوا رؤوسهم جميعا لقبة القصر التي تتوهج بنفس قوة القلائد..

:” واخيرا!!” تنهدت رحمة وهي تجلس على الارض لتشعر وكأن عبئ العالم كله قد نزل عن ظهرها..

:” سأحضره…” ابتسمت حنين وهي تفرقع باصابعها لترتفع بالهواء بالتدريج..

وصلت لقبة القصر الزرقاء… مدت يديها بهدوء لتمسك بكتلة النور.. وما ان استقرت بين يديها حتى انخفض النور بالتدريج.. ظهر بين يديها حجر املس ازرق اللون.. وكأنها سماء ملبدة بالغيوم..

نزلت حنين بهدوء حتى استقرت اقدامها على الارض وعلى وجهها ابتسامة عريضة…

:” واخيرا!!” قالت رحمة وهي تنهض لتمسك بالحجر..

:” العنصر الثالث.. عنصر الهواء.. تم!” قالت انوار وهي تصفق بسعادة..

:” ماذا الان؟؟ ما هي الخطوة الاتية؟؟” سألت ناني بعيون لامعة..

:” سنعود للبيت…” قالت اماني بهدوء..

:” لا… لن نعود للبيت! سنصلح ما سنقدر عليه, حتى تعود هذه المملكة لأصحابها.. لقد وعدت الملك” قالت انوار وهي تنظر من حولها لذلك القصر الكبير الشبه مدمر.

:” اجل… سنصلح كل شيء!” قالت حنين بابتسامة متفائلة..

:” انا فخور بك..” قال جايدن وهو يلف ذراعيه حول جسد حنين ليعانقها بثبات..

:” انا ايضا… لقد كنت شجاعا جدا..” قالت حنين وهي تبادله العناق..

:”وااو~ اذا شيئا ما يحصل هنا حقا!!” قالت اماني وهي تنظر لهم بطرف عيونها..

:” الحقيقة….” بدأت حنين بالكلام ولكن بنفس اللحظة ظهر ضوء قوي اخرس الجميع!!

نظروا لذلك الضوء بفضول وقلق.. بالطبع عدا اماني وانوار اللتان تعرفان ما هو هذا الضوء..

ظهر حارس العناصر من خلال ذلك الضوء, تنهدت رحمة وحنين باريحية عندما رأوا انه هو لا احد اخر..

:” وقت قياسي..” قال حارس العناصر لأماني وانوار.. فهما لم تصلا سوى البارحة, واليوم العنصر بين ايديهم..

:” لقد كانوا على مقربة من العنصر مسبقا..” هزت اماني اكتافها وهي تبتسم ببلاهة.

مد الحارس يده لرحمة.. وكأنه يعرف ان العنصر بحوزتها.. ناولت رحمة العنصر للحارس ليضعه في جيبه..

:” هل تريدون نقلكم الان؟؟” تسائل الحارس وهو يقلب نظراته بين الفتيات..

:” لا.. اعتقد اننا سنبقى لوقت قصير حتى نصلح المكان..” قالت حنين بابتسامة.

:”حسنا.. عندما تكن جاهزات للعودة للمنزل.. اطلبوني من خلال القلائد وسأكون هنا لأصطحابكم للبيت..” قال الحارس وهو يرسم ابتسامة وقورة على وجهه..

:” سنفعل.. شكرا لك..” اومئت له انوار.

:”لا… شكرا لكن.. لولاكن لأنهار العالم… التوازن يعود بالفعل.. بقي عنصر الارض وتنحل هذه المشكلة… الى اللقاء..” قال ليلوح بعصاه في الهواء ليخرج شقا من الضوء ثم دخل ليختفي من خلاله..

:” والان… لنبدأ بأبعاد هذه الغيوم التي تحجب نور الشمس..” قالت انوار وهي تنظر للسماء…

:” علي ان اشكركن.. وان اعتذر..” قال فيرون وهو ينظر للأرض بخجل..

:” لا بأس.. اتفهم موقفك… لقد سبب البشر لكم العديد من الدمار.. لكن ليس كل البشر سيئون..” قالت له حنين وهي تومئ له بتفهم..

:” والان… لبنتعد عن كل هذه الدراما… لدينا مملكة بحاجة للأصلاح!!” صفقت اماني بيديها وهي تفكر من اين تبدأ….

:” هيا بنا!!” صرخت رحمة بحماسة..

وقف الجميع يقابلون بعضهم… سيبدأون بأصلاح ما انهار منذ الاف السنين.. لن تكون مهمة سهلة… ولكنها ليست مهمة مستحيلة!!!

لهووون وبينتهي الباارت وبتنتهي معوو مغامرة حنين ورحمة بمساااعد صغييرة من اماني وانوااارر

حابة اعرف رايكم واكتر مقطع عجبكم!!

توقعاااتكم للمغامرة المقبلة: ساندرا وسمرر طبعا مع وصول سونا وسلام 🙂

الرواية مو ضايل فيها غير بارتين!!

اتمنى الجمييييع يعلللق ويخبرني براايووو وشكرا لجميع الداااعمييييين

لا تنسوااا تفوتوا الواتبااااد وتعطوني رايكم بروايتي الجدييييدة 🙂